سمير جعجع

زيارة قصر بعبدا تتجاوز البروتوكول… ورسائل مباشرة حول حزب الله والاتفاق الأميركي – الإيراني

في موقف صادم يحمل أبعادًا سياسية ودبلوماسية، أدلى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بتصريح ساخر خلال زيارته إلى قصر بعبدا،

قائلاً إن “ترامب بيشتغل عندي”، في إشارة رمزية إلى انسجام التحركات الأميركية مع ما يصفه “رؤيته لمصالح لبنان العليا”.

هذا التصريح يأتي في وقت حساس تشهده المنطقة، خصوصاً مع التطورات المتسارعة في ملف الحرب الإقليمية بين إسرائيل وإيران.

زيارة قصر بعبدا: أدوار ورسائل مبطّنة

جعجع، الذي التقى رئيس الجمهورية جوزاف عون، أعلن أن هناك “وضعية شاذة في المنطقة، من اليمن إلى لبنان”، مرجّحًا التوصل إلى تفاهم جدي بين الولايات المتحدة وإيران يخدم مصلحة لبنان،

وفقاً لما أسماه “رؤية القوات اللبنانية”.

وبدا لافتاً أن الزيارة جاءت بالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق إقليمي جديد،

ومع زيارة السفير الأميركي المؤقت توم باراك إلى بيروت، ما دفع مراقبين لاعتبار أن جعجع يحاول الظهور كلاعب محوري في المشهد الإقليمي.

ورقة أميركية وضغوط على الدولة اللبنانية

وفق المعلومات المسرّبة، سلّم السفير باراك ورقة إلى القيادة اللبنانية تتضمن بنودًا واضحة، أهمها:

  • تحديد مهلة زمنية لنزع سلاح حزب الله، تحت عنوان “حصر السلاح بيد الدولة”.
  • تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية عاجلة.
  • استكمال ترسيم الحدود البرية مع سوريا وإسرائيل.

لكن الورقة لم تتضمن أي بند يضمن انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية، ما يثير تساؤلات حول جدوى التفاوض في ظل غياب ضمانات سيادية.

جعجع وموقعه من المشهد الجديد

يبدو أن جعجع أراد أن يقدم نفسه كمشارك فاعل في رسم المرحلة المقبلة، خصوصًا بعد أن كشف أنه قدّم ورقة لرئيس الجمهورية تتضمن مهلة زمنية لسحب سلاح حزب الله.

خطوة تتقاطع بشكل واضح مع مضمون الرسالة الأميركية، ما يوحي بتنسيق سياسي غير مباشر.

ورغم تأكيده أنه “لا ينافس الرئيس”، إلا أن أسلوب جعجع وتصريحاته تحمل نبرة توجيهية،

وهو ما فُهم على أنه محاولة لفرض رؤية القوات على قصر بعبدا.

صراعات داخلية: القوات تفتح جبهات سياسية

لا تقف مواقف القوات عند حدود العلاقة مع رئيس الجمهورية، فقد شهد مجلس الوزراء مؤخراً احتكاكاً سياسياً حين حاول وزير الخارجية يوسف رجّي، المحسوب على معراب،

الضغط على رئيس الحكومة نواف سلام لاتخاذ موقف ضد تصريحات الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله.

مصادر وزارية كشفت أن أسلوب رجّي أحدث توتراً داخل الجلسة، قبل أن يُكمل التصعيد عبر الإعلام،

مدعيًا أن الحكومة رفضت إصدار موقف ضد توريط لبنان في الحرب الإقليمية،

الأمر الذي استدعى ردًا رسميًا من رئيس الحكومة عبّر فيه عن “استغرابه” ورفضه تزييف الوقائع.

جعجع يضع نفسه في قلب الصراع الإقليمي

من الواضح أن جعجع يسعى إلى تثبيت موقع سياسي متقدم في لحظة إقليمية دقيقة،

عبر التصعيد الكلامي، وتقديم مبادرات سياسية تتلاقى مع المطالب الأميركية – الإسرائيلية، لا سيما فيما يخص سلاح حزب الله.

لكن في المقابل، فإن هذا التموضع يفتح الباب أمام تساؤلات كثيرة حول مدى قدرة حزب القوات اللبنانية على ترجمة مواقفه داخلياً،

في ظل انقسام الساحة اللبنانية وتعدد الرؤى حول الأزمة الإقليمية المتفاقمة.

لبنان اليوم