استهداف الضاحية

استهداف الضاحية، رسائل نارية تتجاوز الحزب وتُنذر بمواجهة أوسع


لم يكن القصف الإسرائيلي الأخير على الضاحية الجنوبية لبيروت مجرد اعتداء عابر،

بل حمل في طيّاته رسائل استراتيجية تتجاوز حزب الله،

وتُوحي بتحوّل نوعي في سياسة إسرائيل العسكرية تجاه لبنان، وسط دعم دولي وأميركي واضح.

تصعيد خطير وتوسّع في دائرة الاستهداف

وصف العميد المتقاعد جورج نادر ما جرى بأنه تجاوز خطير للخطوط الحمراء،

معتبراً أن الهجوم يشكل تصعيدًا كبيرًا ضمن المواجهة المفتوحة بين إسرائيل ومحور المقاومة.

وقال نادر إن “الاعتداء الأخير لم يكن اعتياديًا”، بل إنه يعكس نوايا إسرائيلية لتوسيع رقعة العمليات العسكرية نحو مناطق حساسة داخل لبنان،

مشيرًا إلى أن الضربة الأخيرة دمّرت نحو 115 مبنى في قلب الضاحية، وهو رقم كبير يعكس حجم الخسائر وخطورة الرسالة.


الرواية الإسرائيلية: مصنع مسيّرات إيراني في قلب الضاحية؟

في محاولة لتبرير القصف، ادعت إسرائيل أنها قدّمت معلومات للجنة الخماسية الدولية حول وجود مخازن ومصانع لتصنيع الطائرات المسيّرة الإيرانية يديرها حزب الله داخل الضاحية الجنوبية.

وزعمت تل أبيب أنها حدّدت المواقع والأسماء والأهداف التي استهدفتها بدقة.

لكن، ووفقًا للعميد نادر، فإن الجيش اللبناني فنّد هذه المزاعم، وأكد استعداده لمداهمة المواقع المذكورة بالتنسيق مع الجهات الدولية،

إلا أن الجانب الإسرائيلي لم ينتظر، ونفّذ الضربة بشكل أحادي، ما حوّل المواجهة من صراع مع حزب الله إلى صدام مباشر مع الدولة اللبنانية ومؤسستها العسكرية.


دعم أميركي وتحوّل في العقيدة العسكرية الإسرائيلية

وشدّد نادر على أن إسرائيل تنفّذ عملياتها بدعم أميركي معلن، وتحت غطاء دولي يوفّر لها حرية التحرّك،

لافتًا إلى أن الروايات الإسرائيلية مفبركة وتُستغل إعلاميًا لكسب تأييد عالمي،

بينما تتجاهل تل أبيب الردود الرسمية اللبنانية.

وأضاف: “ما نشهده اليوم هو انعكاس واضح لتغيّر العقيدة القتالية الإسرائيلية،

فالمعادلة تغيّرت، ولم تعد إسرائيل تفرّق بين الدولة وحزب الله، بل صارت تنظر إلى لبنان كجبهة واحدة يُمكن استهدافها”.


لبنان أمام خيارين: المواجهة أو الاحتواء

في ضوء هذا التصعيد، حذر نادر من أن البلاد تقف أمام مرحلة حساسة،

وقال: “ما جرى يُنذر بأن إسرائيل تتجه نحو توسيع عملياتها، وربما تنفيذ اجتياح جزئي محدود في بعض المناطق إذا لم يتم ردعها”.

وأشار إلى أن ما يحدث في غزة دليل إضافي على تغيّر المزاج السياسي والعسكري لدى القيادة الإسرائيلية، مضيفًا: “تل أبيب لا ترى خيارًا سوى الحرب، والمجتمع الدولي يساير هذا النهج طالما أن الضحايا ليسوا من الإسرائيليين”.


خلاصة المشهد:

  • القصف على الضاحية ليس عادياً.. بل رسالة واضحة بتوسيع المواجهة
  • إسرائيل تبرّر القصف باتهامات لحزب الله بتصنيع المسيّرات
  • الجيش اللبناني ينفي الاتهامات ويؤكد استعداده للتحقق
  • خطر التصعيد قائم… واحتمال الاجتياح الجزئي مطروح على الطاولة
  • دعم أميركي مفتوح يعزز التحرّك الإسرائيلي دون رادع

لبنان اليوم