بعد عام على تمرّدها.. أين هي قوات فاغنر اليوم؟


قبل نحو عام واحد، بدأت عملية التمرد التي أعلنها قائد مجموعة “فاغنر” يفغيني بريغوجين، إذ دخل طابور من مدرعات ودبابات وناقلات جنود تابعة لهذه الشركة العسكرية الخاصة إلى مدينة روستوف كبرى مدن جنوب غرب روسيا، وذلك بعد أن اتهم بريغوجين وزيرَ الدفاع سيرغي شويغو بحرمان مقاتلي المجموعة من الذخيرة والدعم وبشن قوات الجيش هجوما بالصواريخ ضدها.

وبعد شهرين من هذه الأحداث، وتحديدا في 23 آب 2023، تحطمت طائرة بريغوجين الذي لُقب لوقت طويل بـ”طباخ الرئيس فلاديمير بوتين” رفقة قادة آخرين في فاغنر في منطقة تفير شمال موسكو ولم ينج أي من الركاب.

ومنذ ذلك الحين، وقعت أحداث عديدة غيرت بشكل جذري، ليس فقط من هيكلية المجموعة ومصيرها، بل ومن ميزان القوى في النخبة العسكرية الروسية، إذ تطورت مصائرها في تلك الدراما بشكل مختلف. ففي حين احتفظ البعض بمناصبهم، اختفى آخرون إلى الأبد من المشهد.

ويعتبر كثير من المعلقين العسكريين أن تمرد بريغوجين شكل “شرارة” الإقالات والاستقالات والاعتقالات داخل المؤسسة العسكرية التي شهدتها روسيا بعد إعادة انتخاب بوتين رئيسا للبلاد في آذار الماضي.

كما لم تعد فاغنر موجودة بالشكل الذي كانت عليه في الأصل. فقد بقي جزء صغير منها تحت جناح وزارة الدفاع، وانضم جزء آخر يقوده بافل (نجل بريغوجين) إلى الحرس الوطني (روسغفارديا). وتشير وصية بريغوجين، المؤرخة عام 2023، إلى أن جميع الممتلكات التي كان يتحكم بها يجب أن تذهب إلى بافل الذي كان مقاتلا بالمجموعة لكنه لم يكن جزءا من دائرة القادة.

وحتى اليوم، ما زال مصير بقية عناصر المجموعة غير واضح بشكل كامل. فهناك جزء قد توجه، بعد عملية التمرد الفاشلة بأيام، إلى معسكرات في بيلاروسيا، بينما توجه جزء آخر إلى أفريقيا. كما توزعت أجزاء أخرى منها -وبأعداد متباينة- بين قوات “أخمات” (أحمد) و”ريدوت” و”أربات” وغيرها.

وفي الآونة الأخيرة، وبالتوازي مع تجنيد جنود متعاقدين في القوات الروسية للمشاركة بالعملية العسكرية في أوكرانيا، يمكن مصادفة كذلك دعوات للانضمام إلى صفوف ما يسمى فيلق أفريقيا.

وليس سرا أن فاغنر كانت موجودة منذ فترة طويلة في قارة أفريقيا، لكن الأحداث التي أدت إلى “ذوبانها” في تشكيلات أخرى جعلت عملية التجنيد العسكري تتم حصرا من خلال وزارة الدفاع الروسية. (الجزيرة)

سعر صرف الدولار في لبنان اليوم لحظة بلحظة

«
زر الذهاب إلى الأعلى