ملاحظات على هامش قداس مار مارون للسنة الثانية على الشغور الرئاسي


الى العظة العالية السقف التي القاها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في القداس الاحتفالي الذي ترأسه  في كاتدرائية مار جرجس المارونية في بيروت، تمكن الذين شاركوا في القداس من تسجيل ملاحظات عدة ، لعل ابرزها الاتي:










– انه القداس الثاني الذي يقام للمناسبة في ظل الشغور الرئاسي ، وتبعاً لذلك لم تكن هناك دعوات رسمية كما كان يحصل عادة كل سنة ، بل دعوة عامة وجهت في الاعلام والابرشيات والرعايا ، وهذا ما جعل الحضور الشعبي حاشداً جداً للمرة الاولى منذ سنوات عديدة .
– غابت مشاهد كانت مألوفة في الاحتفالات المماثلة ، فلا حرس جمهوريا يحفظ الامن ويقدم السلاح للرؤساء ، ولا مراسم رئاسية تنظم الجلوس وفق الاصول المعتمدة، وحده المستشار الاعلامي رفيق شلالا حضر  مثل غيره من المؤمنين للصلاة من دون اي مهمة اخرى اعتاد عليها في هذه المناسبات في حضور رئيس الجمهورية …
– غابت الحكومة رئيساً واعضاء  ولاسيما الوزراء الموارنة عن القداس باستثناء وزير الاتصالات جوني القرم الذي وصل ولم يجد مقعدا له ، فتطوع احد الحضور واعطاه مقعده لكن تقدمته شخصيات امنية خلافاً للبروتوكول .
– الحضور النيابي الذي كان كثيفاً عادة في قداس العيد، خصوصاً في المواسم الانتخابية ، اقتصر على اربعة نواب لم يكن بينهم اي نائب عن بيروت . كذلك الحضور الحزبي لم يكن بارزاً لاسيما من الاحزاب المارونية التي غاب جميع قادتها عن القداس خلافاً لما كان يحصل ايضا ، واقتصر الحضور الحزبي على الصف الثاني او ما دون…
– حتى السلك الديبلوماسي الذي كان يتقاطر اركانه الى مار مارون في الجميزة ، لم يحضر منه الا السفير البابوي  والسفير الفرنسي وزوجته والسفير المصري ، وقد حظي السفراء الثلاثة بترحيب  خاص من البطريرك الراعي لاسيما وان الفرنسي والمصري  من اعضاء ” اللجنة الخماسية ” التي تساعد اللبنانيين على ان يكون لهم رئيساً .
– في المقابل كان حضور قادة الاجهزة الامنية واضحا وقد حُجزت لهم ، كالعادة ، مقاعد في الصفوف الامامية وتقدموا على الجميع ، اذ حضر قائد الجيش والمدير العام للامن العام بالانابة ومدير المخابرات ، وعدد من الضباط الذين انتشروا في المقاعد لاسباب امنية ربما ليكتمل بهم الانتشار العسكري الكثيف وغير المسبوق خارج  الكنيسة وفي مداخلها وعلى الطرق المحيطة بها .  فيما غاب قادة قوى الامن الداخلي وامن الدولة …
– كان ضعيفاً جداً حضور القضاة وكبار الموظفين الذين كانوا ” يتقاتلون” في مناسبات كهذه للحضور والحلوس في المقاعد الامامية .
– في المقابل كان الحضور الروحي كثيفاً جدا من بطاركة ومطارنة وكهنة ومن مختلف الطوائف ، الكاثوليكية والارثوذكسية والارمنية والاقباط والسريان والانجيليين والكلدان الخ … وحضر رئيس الرابطة المارونية ورئيس المجلس العام الماروني وعدد من الاعضاء حرص معظمهم على الجلوس في المقاعد الامامية الامر الذي استوجب الاستعانة بكراسي اضافية … وسجلت مغادرة شخصيات لم تجد امكنة لها في الكاتدرائية التي غصت شرفاتها الداخلية بالحضور .
– وكالعادة تكررت ظاهرة ” حجز المقاعد” من قبل امنيين او سياسيين او رؤساء جمعيات او غيرهم ، والقاعدة المتبعة ان يجلس مرافق هذه الشخصية او تلك ( او عنصر امني ايضا) في المقعد الامامي طبعاً ويظل ” صامداً  ً”حتى يصل ” معلمه” او “معلمته” لا فرق  ، فيسلم المقعد الى الاصيل . واللافت في قداس مار مارون ان بعض هؤلاء كانوا يرفضون ان ” يزيحوا ” ولو بضعة سنتيمترات للافساح في المجال امام شخصية اخرى لتجلس .وقد تصرف الكشافة ولجنة الاستقبال في ابرشية بيروت بلطف وكياسة مع هؤلاء حتى يقتنعوا ” بالتي هي احسن “!

«
زر الذهاب إلى الأعلى