وفي ولاية البحر الأحمر، أرجع تجار مواش لـ”العربي الجديد” ارتفاع أسعار الماشية والخراف إلى توقف حركة الوارد من ولايات السودان المنتجة، أهمها كردفان ودارفور التي تشتد فيها العمليات العسكرية بين الجيش والدعم السريع، كما أن انتشار قطاع الطرق وعصابات النهب، أثر بشكل مباشر في واردات الماشية إلى الولايات الأخرى، وبالتالي ارتفعت الأسعار بصورة كبيرة، ولفت بعض المنتجين والمربين إلى أن غياب الأدوية البيطرية وارتفاع أسعارها بجانب قلة الأعلاف زادت من حدة الأسعار.
وقال تجار ماشية إنهم يسلكون مسارات طويلة ووعرة في إقليم كردفان ودارفور، الذي يحتوي على أكبر مشاريع تربية المواشي، ويستخدم التجار مساراً يمتد من ولاية شمال كردفان إلى الدبة في الولاية الشمالية، ومن هناك إلى الولايات الشرقية والخرطوم ما يعمل على رفع تكلفة النقل، في ظل المخاطر الأخرى الأمنية، والرسوم التي يجري دفعها في الطريق لعصابات النهب والمسلحين.
عيد الأضحى بلا فرح
وشرحت أنه مع ذلك تعتقل القوات المتحاربة في الطريق العام من ولاية إلى أخرى كل من تشتبه فيه، وهذا أثر بحركة المواطنين التي كانت قبيل الحرب تضفي الفرحة على الشوارع.
أما آسيا محمد الأمين فقالت إنه بعد رحلة استمرت أكثر من يومين في سبيل اللحاق بأسرتها الصغيرة وقضاء العيد معها، فقدت كل شيء في الطريق لوجود نهب وسرقة من قبل قطاع الطرق.
من ناحيته، قال المواطن محمد إسماعيل: “هذا العيد الثاني وأنا نازح بلا عمل، لا نشعر بمذاق العيد ولا بالفرح، فقدنا أولادنا ومنازلنا، ولا حماس لدينا لاستقبال العيد، والجميع ليس لديه استعداد أو قدرة حتى لشراء الأضحية”.
في ولاية الخرطوم يقول المواطن عماد الدين أحمد علي: “لا أحد يسأل عن الخراف رغم قلتها في الولاية، الناس هنا يعيشون في ضائقة، ويفضلون شراء مواد غذائية أساسية وسلعاً تموينية، فالأضاحي أصبحت رفاهية في الظروف الحالية، وسط فقدان مصادر الدخل والوظائف”. (العربي الجديد)