حزب الله أمام 3 خيارات.. ما مصير سيناريو إقتحام الجليل؟


 

فما الذي ستؤسس له هذه الخطوة؟ وما الذي سيتبدل بالنسبة لـ”حزب الله”؟
خلال العام الماضي، وتحديداً قبل بدء عملية “طوفان الأقصى” في غزة، كان الحزب يقوم بتوغل بارز قريبٍ من الحدود مع إسرائيل. الخطوة هذه أثارت حفيظة تل أبيب مراراً واعتبرتها بمثابة استفزازٍ ومحاولة من الحزب لاثارة حرب نفسية ضدّ المستوطنين الإسرائيليين، وهو ما تحدثت عنه تقارير إسرائيلية مراراً وتكراراً لاسيما خلال العام 2023.

 

أما الآن، فإن الأمور ستكون مختلفة، وهناك 3 أمور ستكون متغيرة جداً على الصعيد الميداني بالنسبة للحزب.
بحسب المصادر المعنية بالشؤون العسكريّة، فإن الأمر الأول هو أنّ الحزب، وفي حال “تراجع عسكرياً” بعيداً عن الخط الأمامي للحدود، فإن نشاطه العلني الذي كان يمارسه عند السياج، سيُصبح بحكم الملغى ميدانياً. وتوضيحاً، فإنَّ الحزب قد لا يعود في المرحلة الراهنة والمقبلة إلى إعادة بناء الأبراج العسكرية الخاصة به عند الحدود، في حين أن الإنتشار العملاني لعناصره عند نقاطٍ حدودية قريبة قد تنتفي أقله خلال المرحلة الأولى من أي تسوية مُرتقبة.
بشكلٍ أو بآخر، سيكون “حزب الله” وفي حال حصول ذاك الأمر، قد خسرَ جزءاً من الحرب النفسية التي كان يعتمدها ضدّ إسرائيل انطلاقاً من الميدان، في حين أن التمركز العسكري المباشر والواضح عند الحدود قد لا يُصبح قائماً لأنه سيفتح باب البحث أمام مدى التزام الحزب بمضمون التسوية التي لم تُبصر النور بعد.
الأمر الثاني الذي قد يتبدّل بالنسبة لـ”حزب الله” جراء التسوية المرتقبة هو مدى قدرته على تحقيق هدفه بـ”إقتحام الجليل” أقله خلال المرحلة المقبلة.
هنا، تقول المصادر إن الحزب سيكون مُجبراً الآن على تجميد كل المخططات المرتبطة بذاك الهدف الذي كشف عنه حرفياً وعلنياً عبر مناورة عسكرية في وادي الجبور، العام الماضي، والسبب وراء ذلك هو أن آليات التحرك لتحقيق الأمر المذكور اختلفت تماماً.
ميدانياً، فإن الحزب مُني بخسائر كثيرة وعديدة في المناطق المتقدمة جنوباً، فالمراكز التي تم تدميرها كانت تمثل قاعدة إنطلاق عسكرية للحزب إن أراد التوغل باتجاه الأراضي الإسرائيليّة. لهذا السبب، فإن مسألة إعادة تكوين الواقع العسكري جنوباً ستحتاج إلى سنوات، علماً أن هذه المسألة ستصطدم بمضامين التسوية إن أراد الحزب الإلتزام بها حرفياً.

 

إضافة إلى ذلك، فإنّ الحزب سيكون بحاجة لدراسة الواقع الميداني مجدداً بشروطه الجديدة، فإسرائيل وبعد الحرب الحالية، ستؤسس لـ”سيطرة أمنية” جديدة ضمن المستوطنات القريبة من لبنان، فالإنتشار العسكري الإسرائيلي سيتصاعد هناك، كما أن كافة الوسائل الميدانية والقتالية سيجري تعزيزها. لهذا السبب، وأمام هذه التبدلات التي يُحكى عنها، فإن الحزب سيكون أمام مرحلة جديدة من التدقيق والدراسة، وقد يحتاج هذا الأمر إلى سنوات لاسيما أن الإقتحام في السابق سيعتبرُ أسهل بكثير من أي خطوة مماثلة ستحصل في المرحلة المقبلة.
الأمر الثالث، وفق المصادر، هو أنّ الحزب سيصبح مقيداً بضوابط قتالية مرتبطة بالصواريخ التي قد يطلقها باتجاه المستوطنات. ففي حال كان الحزب جاداً حقاً بانسحابه عسكرياً من مناطق الجنوب الأمامية، عندها سيكون بحاجة إلى صواريخ بعيدة المدى لتنفيذ ضرباته، وهذا الأمر تم اختباره حقيقة خلال المعركة الحالية.
لكن في المقابل، فإن إسرائيل وبسعيها لإبعاد الحزب عن الحدود، لم تنزع منه صواريخه الدقيقة الموجّهة، ما يعني أن الخطر سيبقى قائماً، في حين أنّ الحزب سيعمل على التماهي مع الواقع الجديد انطلاقاً من الجغرافيا والميدان البعيد عن الحدود.
وللإشارة هنا، فإنّ أي انسحاب عسكري ظاهريّ لـ”حزب الله” لا يعني إنكفاء عناصره بعيداً عن المنطقة الجنوبية، فهؤلاء يقطنون في مناطق أمامية، ما يعني أنّ “عين الحزب” ستبقى في الجنوب، وهو أمرٌ تحدث عنه الإسرائيليون مراراً ولم يجدوا الحل له.

 

 إذاً في خلاصة القول، ما يظهر هو أن “حزب الله” بات مقيداً نوعاً ما في خياراته العسكرية، ما يعني أن المرحلة المقبلة تتطلب منه تخطيطاً جديداً لكل ما سيحصل.. ولكن السؤال: هل ستكون مزارع شبعا وجهة لعمليات الحزب بعد التسوية؟ وما الذي يتحضر له الحزب عسكرياً بعد معركة الجنوب؟ الإجابة ستشكفها الأيام، قطعاً…

 

«
زر الذهاب إلى الأعلى