هل يترافق التصعيد مع معركة رفح؟


حتى اللحظة يصر رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على القيام بمعركة رفح، وهو لأجل ذلك حاول استبعاد هذا الملف من اي مفاوضات تحصل مع حماس، وسعى لاتمام صفقة تستثني رفح بالكامل، بمعنى يوافق نتنياهو على شروط حماس الا شرط انهاء العملية العسكرية على اعتبار ان الدخول الى رفح سيعطيه صورة النصر الكاملة اضافة الى رفع احتمالات ايجاد الاسرى الاسرائيليين من دون ان يضطر الى الدخول في مفاوضات شاقة مع حماس بشأن هذا الملف.


في ظل المفاوضات الحاصلة يبدو ان تل ابيب و”حزب الله” معا يخفضان تصعيدهما عند الجبهة اللبنانية، اذ شهد جنوب لبنان امس تراجع حدة وكثافة الغارات الجوية الاسرائيلية بالتزامن مع تراجع عمليات “حزب الله” العسكرية، الامر الذي يعني ان الحزب يحاول التعويل على المفاوضات وعدم عرقلتها في الوقت الذي توصل فيه اسرائيل رسالة تقول  فيها بأن تراجع الحزب سيترافق بتراجع من قبل الجيش الاسرائيلي. 

لكن الاكيد، وبحسب القراءة الاسرائيلية التي انتشرت عبر الاعلام العبري فإن الايام القليلة المقبلة ستكون حاسمة، اما تسوية مع حماس ووقف اطلاق نار على كافة الجبهات المشتعلة، او تصعيدا شاملا بالتوازي مع العملية العسكرية البرية في رفح، اذ من المتوقع ان يكون هناك رفع لمستوى العمليات العسكرية للضغط على اسرائيل ومنعها من اتمام اهدافها في رفح وتحقيقها بشكل كامل كما يتوقع نتنياهو وحكومته. 

وتقول المصادر ان التصعيد النوعي الذي حصل في الاسبوعين الماضيين من قبل “حزب الله” اولا ومن ثم من قبل اليمنيين كان لايصال رسالة واضحة بأن الاستمرار في المعركة داخل قطاع غزة قد يؤدي الى تفلت الوضع وتوسع الاشتباك على مختلف الجبهات لان اضعاف حماس اكثر لن يكون مسموحاً خصوصا بعد الرد الايراني الذي وضع حدا لمستوى التصعيد الاسرائيلي واظهر حجم الضوابط الاميركية لنتنياهو. 

وترى المصادر ان الايام المقبلة ستشهد بشكل او بآخر رسائل اعلامية او ميدانية او حتى ديبلوماسية مرتبطة بمعركة رفح المرتقبة، لذلك فإن تراجع الايجابية المرتبطة بالمقترح المصري للتسوية يعني ان واشنطن لا تزال تعطي اسرائيل الضوء الاخضر لاجتياح رفح ضمن ضوابط الوضع الانساني والحد من عملية استهداف وقتل المدنيين نظرا للحالة الشعبية الممتعضة في الداخل الاميركي والتي تؤثر على الادارة الحالية. 

وعليه، وبما ان واشنطن لم تستطع او لا تريد وقف مسار العملية العسكرية في رفح، فإن حلفاء حماس في المنطقة لديهم استراتيجية رفع كلفة هذه المعركة على الجيش الاسرائيلي وبالتالي يصبح ثمن القيام بها عاليا في السياسة على نتنياهو تحويلها الى معركة تضر بمستقبل نتنياهو ولا تنفعه كما يخطط ، وذلك من اجل التأثير على القرار الحكومي وتأجيل لحظة الصفر وربما إلغاء فكرة المعركة من الاساس. 

«
زر الذهاب إلى الأعلى