لقاء معراب يكرِّس رفض المعارضة زعامة جعجع


وكتب جان فغالي في” نداء الوطن”: انعقد لقاء معراب: تشتّتٌ سنيّ، غياب أو تغييب شيعي، وحسابات درزية فائقة الدقة. المعادلة واضحة، «حسبة» المشاركة أو عدم المشاركة، تأخذ في الاعتبار نظرة «حزب الله» إلى هذا اللقاء، فمَن فيه هو «ضدنا»، ومَن غاب هو «معنا» أو «نحن معه». بهذه «الحسبة»، يكون الذين غابوا يخدمون، موضوعياً، صف «حزب الله»، حتى ولو كان من بينهم أعتى خصوم الحزب. ففي السياسة ليس بالضرورة «البيان المشترك» أو «الصورة المشتركة» بل يكفي الالتقاء الموضوعي ليكون هناك «تحالف موضوعي»، فماذا يريد «حزب الله» من الرئيس فؤاد السنيورة أو الدكتور فارس سعيد أو الدكتور أحمد فتفت أو الدكتور مصطفى علوش، أكثر من أن يقاطعوا معراب؟ بماذا يتميّز موقف هؤلاء عن موقف ثنائي «حزب الله» –»أمل»، من هذه النقطة بالذات؟
أياً تكن مضامين المطوَّلات التي تفسِّر عدم الحضور، فإنّ غيابهم عن معراب، لا يمكن وضعه إلا في خانة « خدمة» حارة حريك، حتى ولو لم يتقصد هؤلاء أن يكون غيابهم يحقق هذه «الخدمة»، ولو موضوعياً.  

وكتب محمد علوش في ” الديار”: للقاء المعارضة يوم السبت الماضي في معراب أهداف أخرى، بعيدة كل البعد عن معالجة ملف النزوح السوري،  تقول مصادر متابعة، إذ حاول رئيس “القوات” سمير جعجع “التربّع” على عرش المعارضة في لبنان، ليسبق بذلك رئيس “الكتائب” سامي الجميل وآخرين كانوا يعملون على إنشاء جبهة سياسية معارضة بوجه حزب الله، ومن خلال النظر الى حجم الحضور وترتيبه الحزبي، يظهر بحسب المصادر ، أن اللقاء لم يرق الى مستوى ما كان يتمناه جعجع، فهو بالشق الحزبي تكوّن من قيادات ونواب “القوات” بشكل أساسي، وممثل عن “الكتائب” وبعض النواب، أما بقية الشخصيات فليس لها الوزن السياسي المؤثر في لبنان.
أهداف جعجع من اللقاء، كانت بحسب المصادر، متعلقة بالبحث عن “دور”، فهو  يريد القول للخارج بشكل أساسي ان المعارضة في لبنان موجودة ويمكن لـ “القوات” تمثيلها.
لم يتمكن لقاء معراب من إعادة مشهد “لقاء البريستول” عام 2005 ، فكان النسخة المقلدة المشوهة له، ففي ذلك الوقت كان اللقاء السياسي عابرا للطوائف والمذاهب والمناطق، ولقاء اليوم “تجمّع” من لون واحد، لأجل البحث عن دور.

وكتب رضوان عقيل في” النهار”: لم يكن مشهد نواب المعارضة في معراب يحتاج الى تأكيد الفرز الحاصل في الخريطة النيابية. واذا كان عدد محدود من النواب السنّة قد لبّوا دعوة “القوات” إلا أنه سُجل غياب للتمثيل الدرزي، والشيعة ليسوا في وارد الحضور في الاصل، فضلاً عن ان عددا من النواب المسيحيين لا يلتقون مع اهداف هذا اللقاء. وكان واضحا عدم وجود تغطية سنية كبيرة للقاء معراب نظراً الى عدم تسوية العلاقات حتى الآن بين “القوات ” و”تيار المستقبل”. وفي معرض الحديث عن انزعاج جعجع مما يدور في أوساط الكتل التي يعمل على محاربتها والوقوف في وجه مشروعها، ترد مرجعية في 8 اذار عليه بان يستعد جيدا “لأمور كثيرة ستدهشه”. ومرد هذا الكلام في وجه “القوات” ان التعاطي السياسي القائم بين الافرقاء لم يعد يحتمل المشهد الرمادي، وان الامور لم تعد مختلطة بين “الابيض والاسود” مع تحميل معارضي “القوات” مسؤولية استغلالها الظرف السياسي “حتى لو كان لا يصب في مصلحة البلد وتهديد سلمه الاهلي” .
 
وفي خضم الكباش المفتوح بين الافرقاء والكتل النيابية وفي توقيت امني وسياسي خطيرين يتداول متابعون في حلقات ضيقة استعداد نواب المعارضة (اكثر من ثلاثين) الى تقديم استقالاتهم اذا سُدت الآفاق امام انتخاب رئيس للجمهورية، الا ان “القوات” ليست في هذا الوارد. ولا ترى اي جدوى من هذه الخطوة التي لجأ اليها البعض في المجلس السابق، وهي تقول انها في صميم المواجهتين السياسية والدستورية لـ”حفظ الوطن ومؤسساته”.

 

«
زر الذهاب إلى الأعلى