شكوك حول تعديل إيجابي لموقف الاتحاد الأوروبي رغم المرونة الفرنسيّة والإيطاليّة


كتب محمد بلوط في” الديار”: وتقول مصادر مطلعة ان مرونة طرأت مؤخرا على الموقف الفرنسي تجاه قضية النازحين السوريين، بالاضافة الى مرونة مماثلة لدول اوروبية اخرى منها ايطاليا . وتضيف المصادر ان ميقاتي لمس هذه المرونة تجاه فكرة الاقرار بوجود مناطق آمنة في سوريا، يمكن ان تستقبل نازحين سوريين عائدين من لبنان قبل توجهه الى فرنسا .










وتشير المصادر نفسها الى انه في ضوء الخطوط المفتوحة مع باريس وزيارة رئيسة الوزراء الايطالية والرئيس القبرصي للبنان، تعزز الاعتقاد لدى ميقاتي بامكانية حصول تعديل ايجابي في الموقف الاوروبي في مؤتمر بروكسيل حول النازحين السوريين والوضع السوري، الذي سيعقد في اواخر ايار المقبل . ويعول ميقاتي على مثل هذا الموقف للدفع في تنفيذ خطة للحكومة اللبنانية لاعادة النازحين السوريين غير الشرعيين في مرحلة اولى الى المناطق الآمنة في سوريا بالتعاون مع الحكومة السورية.
وتقول المصادر ان اتصالات جرت وتجري على المستوى الامني بين الجانبين اللبناني والسوري تتناول قضايا عديدة، منها ما يتعلق بموضوع السوريين الذين يتسربون عبر الحدود الى لبنان حتى الآن عبر معابر غير شرعية في الشمال والشرق .
ورغم هذه الجرعة من التفاؤل التي ابداها ويبديها ميقاتي، فان هناك شكوكا في حول حصول تطور ايجابي جدي في موقف الاتحاد الاوروبي، لجهة الاجماع على الاقرار بوجود مناطق آمنة في سوريا خلال مؤتمر بروكسيل المرتقب، كما يعول ميقاتي .
ووفقا لما تسرب من مصادر دبلوماسية، فانه لا يزال هناك حتى الآن تباين داخل الاتحاد حول هذه النقطة ، عدا الضغوط التي تمارسها الادارة الاميركية على بعض الدول، واضعة “الفيتو” على اي موقف في الوقت الراهن يتناول فكرة الاعتراف بوجود مناطق آمنة في سوريا.
وقد ترجم هذا “الفيتو” في الموقف الذي صدر عن الدول السبع مؤخرا، وتأكيده على لاءات ثلاث : لا لعودة النازحين السوريين في الوقت الحاضر في سوريا ، لا تطبيع مع النظام السوري ، ولا لاعادة الاعمار قبل حل الازمة السورية من وجهة نظر هذه الدول .
ووفقا للمعلومات، فان فرنسا بدأت باتصالاتها وتحركها في هذا الصدد ، لكن اجواء الاتحاد الاوروبي غير مطمئنة، نظرا لتشابه موقف بعض الدول الاوربية وتأثره بالموقف الاميركي، مثل المانيا التي تتخذ موقفا متشددا تجاه هذا الموضوع . وتضيف المعلومات ان هناك عملا جديا باتجاه تعديل موقف هذه الدول ، لا سيما ان هناك دولا اوروبية اخذت في الآونة الاخيرة تواجه مشاكل متزايدة، جراء موجات النازحين السوريين اليها عن طريق البحر من لبنان وسوريا ودول النزوح الاخرى ، ومن بين هذه الدول ايطاليا واليونان وقبرص . وعكست هذا التخوف زيارة رئيسة الحكومة الايطالية مؤخرا للبنان، ثم زيارة الرئيس القبرصي الذي يحضر لزيارة ثانية لبيروت في غضون اسابيع قليلة ، حيث يتوقع ان يقوم بها في ٢ ايار المقبل، مصطحبا معه رئيسة المفوضية الاوروبية اورسولا فون ديرلاين .
ووفقا للمعلومات ايا، فان هناك مخاوف جدية من ان يتجه الاوروبيون مرة اخرى الى محاولة رشوة لبنان بما يوصف بحزمة مالية ، تحت عنوان تحمل اعباء الوجود السوري وكلفته على غير صعيد . وفي هذا الاطار، ايضا يبدو واضحا حتى الآن ان المنظمات الدولية المعنية ما زالت تتعاطى مع قضية النازحين السوريين في لبنان بالنسق نفسه الذي انتهجته منذ بداية الازمة، رغم اعترافها بالتداعيات الكبيرة والاعباء المتزايدة التي يتحملها لبنان جراء هذه القضية .

«
زر الذهاب إلى الأعلى