لماذا لم ترتفع أسعار النفط كثيراً رغم توتر المنطقة؟ محللون يُجيبون
يقول محللون ومتعاملون إنّ وفرة الإمدادات من بعض أنواع النفط الخام الأعلى درجة، تحدّ من تأثير الصراع في الشرق الأوسط على أسعار العقود الآجلة، وتجاوزت العقود الآجلة لخام برنت 92 دولاراً للبرميل لفترة وجيزة الأسبوع الماضي، في أعلى مستوى منذ تشرين الأول.
ورغم تأثير ذلك سلباً على الحكومات التي تعاني ارتفاع التضخم وأسعار الوقود، فإن نقص الإمدادات كان من شأنه أن يسبّب عواقب أشد.
وتظهر بعض أعلى درجات الخام علامات على انخفاض الأسعار. ففي السوق الفعلية لخام بحر الشمال، تراجعت علاوة خام فورتيس مقارنة بأحدث سعر سجّله خام برنت القياسي إلى 35 سنتاً بعد أن وصلت إلى أعلى مستوى في العام الجاري عند 2.30 دولار في شباط، بحسب ما تظهر بيانات مجموعة بورصات لندن.
وتواجه نيجيريا، أكبر مُصدّر للخام في أفريقيا، صعوبات في بيع الشحنات المقرر تحميلها في أيار، وخفض بعض البائعين العروض هذا الأسبوع. وقال متعاملان لوكالة رويترز إن 35 شحنة على الأقل من بين 49 لا تزال معروضة للبيع، وهو ما يمثل مبيعات بطيئة نسبياً في هذا الوقت من الشهر.
وذكر المحلل خورخي ليون أن “شركة ريستاد إنرجي ترى أن القيمة العادلة لخام برنت تبلغ نحو 83 دولاراً قياساً بمعطيات السوق، مما يشير إلى علاوة حالية مرتبطة بالمخاوف الجيوسياسية”. وقال إنه “رغم الضربة الأخيرة، ترى ريستاد إنرجي أنه إذا لم يحدث تصعيد كبير في الشرق الأوسط، فإن علاوة المخاطر الجيوسياسية سوف تستقر قبل أن تنخفض تدريجياً”.
أسعار النفط تحت السيطرة
وتعافى إنتاج النفط الليبي بعد توقفه جزئياً في وقت سابق من العام، كما ارتفعت صادرات الخام الأميركية إلى أوروبا في الأشهر الأربعة الأولى من العام على أساس سنوي، وفقاً لبيانات كبلر.
ومع ذلك، يقول محللون إنه رغم توافر المعروض من الخامات الأخف والأقل كثافة التي تحتوي على نسبة منخفضة من الكبريت وتعرف بالخام الحلو، والتي بإمكانها التأثير على أسعار برنت، فإن الخامات الأثقل، التي تحتوي على نسبة عالية من الكبريت وتعرف بالخام الحامض وتُنتج عادة من الشرق الأوسط، أقل وفرة.
وأضاف إيميروفيتش إن اختلال التوازن بين المعروض من الخام الحلو والحامض زاد بسبب تطورين آخرين، هما قرار المكسيك خفض صادرات النفط الخام خلال الشهرين الحالي والمقبل، وتصدير الإمارات المزيد من خام مربان الخفيف، في حين تقوم بتحويل خام زاكوم العلوي الأثقل إلى مصفاة الرويس الجديدة.
وتوفر الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى أوبك+ بعض المتسع في حالة حدوث انقطاع فعلي في الإمدادات. وتقدر وكالة الطاقة الدولية طاقة أوبك+ الفائضة بنحو ستة ملايين برميل يومياً، أي ما يعادل نحو 6% من الطلب العالمي.
كذلك، قال تاماس فارجا من “بي في إم” إنّ “تأثر السعر باحتمالات نقص المعروض أو زيادته يكون أقل في وجود ما يمكن الارتكان عليه (الطاقة الفائضة)”. (رويترز)
سعر صرف الدولار في لبنان اليوم لحظة بلحظة
« الحكومة المصرية تصدر قرارا يتعلق بالكنائس