اوقفوا الفتنة


قد يكون مقتل المسؤول في حزب “القوات اللبنانية”  باسكال سليمان مجرد حادث كسائر الحوادث المشابهة الناتجة عن تغييب دور الدولة ومؤسساتها واجهزتها. وقد تكون وراء الذين خططوا لها ونفذوها مآرب خفية في وطن مكشوف أمنيًا، ومن بين هذه المآرب خلق فتنة طائفية أو مذهبية. هكذا تبدأ عادة الفتن. وهكذا يُعمل لإشعال نارها.

فمن قام بهذه الجريمة يعرف تمام المعرفة أنها لن تمرّ من دون ردّة فعل عشوائية، قد تكون مبررة في ظروفها وطبيعتها، لأن اللبناني مكوي بحليب الحروب والفتن العبثية ينفخ على لبن “الطير الطاير”، خصوصًا أن سنوات الحرب البشعة حافلة بمثل هكذا أحداث.
ولكن الاهم هو تفويت الفرصة على الذين يستسلهون جرّ اللبنانيين إلى فتنة لا يريدونها. وهذا الأمر لا يكون سوى بوقفات بطولية على غرار ردة فعل الرئيس الشيخ أمين الجميل على أثر اغتيال نجله الوزير بيار الجميل.
هذه المواقف مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وذلك لقطع الطريق على الذين يحاولون الاصطياد في المياه العكرة.
الجريمة مدانة ومستنكرة، وهي غير مقبولة لا شرعًا ولا أخلاقيًا ولا انسانيًا، ولكن الانجرار وراء هذه اللعبة الوسخة قد يكون كمن يعرف مكامن الخطر ويذهب إليها برجليه. وهكذا يكون المخططون لهذه الفتنة قد وصلوا إلى غاياتهم القذرة.
المطلوب من الأجهزة الأمنية أن تضرب بيد من حديد، وهذا ما تفعله. والمطلوب هذه المرة كشف الحقيقة كما هي، لأن أي خطأ قد يقود إلى ما لا تُحمد عقباه.
المطلوب من “القوات اللبنانية” قبل غيرها وقفة شجاعة، وهي التي تحرص كما كثيرين على السلم الأهلي والاستقرار.
الفتنة شرّ مطلق. والقائمون بها لا يريدون الخير لهذا الوطن المعذّب، والذي يعاني ويصارع ليبقى على قيد الحياة.

«
زر الذهاب إلى الأعلى