الموقف المتدحرج جنوباً.. صواريخ الحزب عند نهاريا


خطف العدوان الاسرائيلي، الذي استهدف مبنى قنصليا تابعا لسفارة ايران في دمشق وأدى الى مقتل 7 من كبار ضباط «الحرس الثوري الايراني»، الاضواء من الحدث اللبناني الداخلي.
بالتوازي اعلنت المقاومة الاسلامية ان «مجاهديها استهدفوا مستعمرة «غشر هازيف» القريبة من نهاريا براجمة من صواريخ الكاتيوشا»، كما استهدف حزب الله موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالاسلحة المناسبة.

ونفذ الطيران المعادي غارة على خراج بلدة بليدا الحدودية، وكذلك استهدف القصف معظم خراجات القرى الحدودية من الناقورة الى الخيام.
وتكشف اوساط دبلوماسية عربية في بيروت لـ «الديار» عن ارتياح طهران لمسارعة السعودية وعدد من الدول الخليجية، الى إدانة العداون على مبنى قنصلي وعلى سفارة ايران، وبما يشكل سابقة خطرة وتجاوزاً سافراً لكل قواعد العمل الدبلوماسي والقانون الدولي الذي يحمي الموجودين في المقار الدبلوماسية.
وتلفت الاوساط الى اتصالات تضامنية تلقتها طهران من ممثلين للسعودية وقطر والامارات ومستنكرة للعمل، وترفض في الوقت نفسه ان تتمدد الحرب بين ايران
و «اسرائيل» وحلفاء ايران الى المصالح الاميركية في الخليج.
وكشفت اوساط في “محور المقاومة” لـ «الديار»، عن استنفار شامل لمحور المقاومة، وخصوصاً بعد الهجمة في دمشق والتي رأى فيها قادة المحور تجاوزاً لكل الخطوط الحمر.
وتلفت الاوساط الى ان هناك تحسباً لعمليات اغتيال قد تستهدف شخصيات سياسية وغير سياسية من الصف الاول وقيادات كبرى في هذا المحور، وخصوصاً ان العدو يريد ان يوهم الجمهور ان تصفية اي شخصية تعد نتصاراً ومكسباً للعدو.
وتكشف الاوساط ان الرد سيكون مؤلماً ونوعياً وحيث لا يتوقع العدو، لكي يكون رادعاً ومؤلماً ويضع جموح نتانياهو وفريق حربه عند حدهما.

واشار خبراء عسكريون لـ«البناء» الى أن «استهداف مركز دبلوماسي رسمي إيراني في العاصمة السورية هو حدث خطير سيلقي تداعياته على كل المنطقة، ولن يمرّ دون ردّ إيراني، لأن اي تراخٍ أو تساهل من إيران ومحور المقاومة ستفهمه «إسرائيل» على أنه تغير بموازين القوى والردع، وتتمادى باستهدافاتها في سورية ولبنان، وتفرض قواعد اشتباك جديدة وتعيد استنهاض قواها وتصرف أي إنجاز عسكري في سورية أو لبنان أو العراق في حربها في غزة». ولفت الخبراء الى أن العدوان الإسرائيلي المتكرر على سورية أكان في حلب أو القنصلية الإيرانية في دمشق هو محاولة واضحة لخلط الأوراق في المنطقة واستفزاز إيران وحزب الله لجرّهما الى حرب واسعة وتوريط الولايات المتحدة الأميركية فيها تنتهي بتسوية سياسية تشكل مخرجاً لحكومة نتنياهو من مأزقه الكبير في الحرب على غزة التي دخلت شهرها السابع من دون تحقيق الحد الأدنى من الأهداف التي وضعتها منذ بداية الحرب وتحوّلت حرب استنزاف لكيان الاحتلال وجيشه واقتصاده وجبهته الداخلية». وحذر الخبراء من انعكاس التصعيد الخطير في سورية على لبنان، لأن أي مواجهة بين «إسرائيل» وإيران سيدخل بها حزب الله، وساحات أخرى في المنطقة.
وتشير أوساط دبلوماسية عربية في هذا السياق، لـ«البناء» الى أن أي عدوان إسرائيلي على لبنان وعلى حزب الله سيعني حرباً إقليمية ستجر دخول قوى وحركات مقاومة في المنطقة وتحديداً سورية والحشد الشعبيّ في العراق وأنصار الله في اليمن، مشيرة الى أن حزب الله لا يريد الحرب الشاملة لكي لا يمنح نتنياهو ذريعة لشن عدوان واسع على لبنان ويخرج من مأزقه، وثانياً لتفادي كلفة الحرب البشرية والمادية التي ستكون باهظة جداً، لكن بحال تمادت «إسرائيل» بعدوانها واستهدفت أماكن سكنية ومدناً في العمق اللبناني فإن الحزب مستعد لأسوأ الخيارات وأعد العدة والمفاجآت التي ستعمق من هزيمة الكيان وتسرّع زواله.
وكتبت” الاخبار”: أطلَّ الأسبوع الجاري في ظل رهان إسرائيلي متزايد على تصاعد الضغط الداخلي في لبنان على حزب الله كي لا يوسّع القتال والقبول بتسوية لوقف النار غير مرتبطة بحرب غزة التي لا تلوح نهاية لها في الأفق. لكنّ أميتسا برعام، قال في «معاريف» إنه «ما دام القتال مستمراً في غزة، فسواء أوقفنا إطلاق النار أو صعّدنا القتال، لن يوقف حزب الله حرب الاستنزاف ضدنا. إذا صعّدنا باعتدال، سيصعد باعتدال، وإذا صعّدنا نحو حرب شاملة، سيصعّد تبعاً لذلك». وهنا، يبدو برعام دقيقاً في فهم معادلة حزب الله الخاصة بـ«دوزنة» الجبهة ربطاً بمجريات الحرب في غزة ومصيرها. وهو أشار إلى الثمن الباهظ في الخسائر والدمار وإجلاء السكان، مشدداً على ضرورة انتهاء «حرب الاستنزاف والتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وفرنسا، ومن الأفضل أيضاً مع ألمانيا وبريطانيا، من أجل أن يوافق حزب الله على الانسحاب المتفق عليه، وأن ينتشر الجيش اللبناني وقوات اليونيفل في المواقع على طول الحدود». ورأى أنه «كي يستطيع سكان الجليل العودة، يتعيّن على الحكومة الإسرائيلية إعلان التزامها أمرَين؛ الأول، زيادة ثابتة وكبيرة جداً في عدد قوات الجيش الإسرائيلي على الحدود، والثاني، التدمير الفوري لأي موقع أو مقاتل لحزب الله يظهر في المنطقة المتفق عليها في جنوب لبنان. وأي رئيس حكومة يخون هذين الالتزامَين، يجب أن يُقال فوراً، والمقصود هنا هو المنظومة السياسية الإسرائيلية، لا حزب الله وإيران، أو دول غربية عظمى». لكن ميشكا بن دايفيد رأى في «يديعوت أحرونوت» أنه على الصعيد العسكري، «ظهرت حدود قوتنا، وخصوصاً اعتمادنا على الولايات المتحدة من ناحية التسلّح، كما اتضح أيضاً أنه، بعد مرور 6 أشهر على حرب الاستنزاف في مواجهة حزب الله، أن قوة الحزب لا تزال كبيرة، وعشرات الآلاف من سكان الجليل لا يمكنهم العودة إلى منازلهم».

 

«
زر الذهاب إلى الأعلى