عمليات اغتيال قادة حماس خارج فلسطين.. هكذا سترتد على إسرائيل
فبراير 29, 2024
وفي هذا السياق، قال رئيس جهاز مخابرات الاحتلال الإسرائيلي “شين بيت”، رونين بار، في تسجيلات نُشرت بتاريخ 4 كانون الأول 2023، إن “إسرائيل ستقتل قادة حماس في كل مكان، في غزة، في الضفة الغربية، في لبنان، في تركيا، في قطر، جميعهم”.
والواقع أن حملة الاحتلال الإسرائيلي جارية بالفعل. في الثاني من كانون الثاني، أدّت غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار في بيروت إلى مقتل صالح العاروري، وهو نائب الزعيم السياسي لحركة حماس ومسؤول الاتصال المهم مع حزب الله اللبناني.
وأضاف التقرير: “ربما لا توجد دولة أخرى تتمتع بنفس المستوى من الخبرة والمهارة في تنفيذ الاغتيالات مثل دولة الاحتلال الإسرائيلي. في مواجهة عمليات حماس، والحروب، والتهديدات الوجودية عبر تاريخها، ردّت دولة الاحتلال الإسرائيلي مرارا وتكرارا على تحدياتها الجيوسياسية بحملات الاغتيالات”.
واسترسل: “مع ذلك، تكشف التجربة الإسرائيلية أيضا عن المخاطر والقيود الاستراتيجية العديدة لهذا النهج. وبينما تلاحق إسرائيل قادة حماس في جميع أنحاء العالم في الأشهر والسنوات المقبلة، يجب على صناع القرار في إسرائيل أن يزنوا بعناية الفوائد والمخاطر المحتملة لحملتها وأن يدركوا أنه حتى سلسلة ناجحة من الاغتيالات لقادة حماس لن تحل التهديدات التي تواجهها إسرائيل، ولن توفر الأمن على المدى الطويل”.
وإذا أضفنا إلى الخسائر التي منيت بها حماس نتيجة للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، فإن سلسلة ناجحة من الاغتيالات من شأنها أن تقلل مؤقتا من التهديد بشن هجمات مستقبلية من جانب حماس، وذلك من خلال القضاء على القادة الأيديولوجيين والعملياتية للجماعة. ومن الممكن أيضا أن يتم ردع القادة الجدد الذين يظهرون داخل حماس في أعقاب مثل هذه الحملة، خوفا من استهدافهم شخصيا”.
ومن شأن المحاولات الفاشلة أو الاغتيالات المكتشفة أن تقوض بشدة العلاقات الإسرائيلية مع قطر وتركيا ويمكن أن تزيد من الدعم الدبلوماسي أو المالي لأي من البلدين لحماس. وفي 6 كانون الأول 2023، حذّر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان من أن دولة الاحتلال الإسرائيلي “ستدفع ثمنا باهظا للغاية” إذا حاولت اغتيال أعضاء من حركة حماس في بلاده.
وبحسب ما ورد، تدرك دولة الاحتلال الإسرائيلي تماما هذه المخاطر، وقد أعرب مسؤولون سابقون عن شكوكهم في أن الاحتلال سيحاول تنفيذ اغتيالات في البلدين بسبب علاقاتهما العسكرية مع الناتو والعلاقات الاقتصادية مع الغرب ودولة الاحتلال الإسرائيلي نفسها.
ومع ذلك، نفذت دولة الاحتلال الإسرائيلي اغتيالات في 17 دولة على الأقل حول العالم على مر السنين، في كثير من الحالات على الرغم من احتمال حدوث تداعيات دبلوماسية. يمكن للاحتلال الإسرائيلي أيضا أن يحاول التحايل على المخاطر الدبلوماسية بطريقتين.
وبالإضافة إلى المخاطر الدبلوماسية، فإن اغتيالات الاحتلال الإسرائيلي لقادة حماس قد تؤدي إلى تكثيف الهجمات الانتقامية من جانب الجماعات المتحالفة مع حماس، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن. وعلى الرغم من أن حزب الله لم ينتقم على الفور لمقتل العاروري في لبنان، إلا أنه لا يزال بإمكانه الرد بطرق أخرى، بما في ذلك مهاجمة أهداف الاحتلال الإسرائيلية أو يهودية في أماكن أخرى حول العالم، كما فعل في الماضي.
وبدلا من ردعهم بحملة اغتيالات الاحتلال الإسرائيلي، فإن قادة حماس وحزب الله وغيرهما من الجماعات قد يؤدي بهذه الجماعات في نهاية المطاف إلى ارتكاب المزيد من أعمال العنف.(عربي 21)
سعر صرف الدولار في لبنان اليوم لحظة بلحظة
[previous_post_link]