خاص ـ “الثنائي” متوجِّس من الراعي… “تنشيط المؤتمر الدولي مريب”

لم تنزل معاودة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي طرح دعوته إلى عقد مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان، برداً وسلاماً على محور الممانعة بقيادة ثنائي حركة أمل وحزب الله. خصوصاً وأن الدعوة المتجددة للمؤتمر الدولي أتت في كلمة ألقاها الراعي من بكركي بالذات، خلال إطلاق وثيقة “لقاء الهوية والسيادة” بعنوان “رؤية جديدة للبنان الغد، دولة مدنية لامركزية حيادية”.

ولعلّ من بين ما يثير حفيظة الثنائي الشيعي أيضاً، أن الراعي ربط دعوته المتجددة بالدعوة إلى حوار عميق وليس إلى حوار شكلي. في إشارة واضحة إلى رفضه لدعوات الحوار غير الجدية الصادرة عن هذا المحور والتي تتجاوز الدستور والقوانين وتطيح بهما، “فنحن نتحاور منذ العام 2006 من دون طائل”.

مصادر مطلعة على أجواء الثنائي الشيعي، تكشف عن أن “عودة البطريرك الراعي إلى تفعيل موقفه من المؤتمر الدولي الخاص بلبنان، بخلفية إعلان الحياد المعروفة كنقطة ارتكاز، قوبلت بالكثير من الريبة والتوجُّس والخشية من أن تكون الدعوة منسَّقة مع جهات دولية”.

وتشير المصادر ذاتها، لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، إلى أن “الثنائي ينظر بحذر إلى تنشيط الراعي لدعوته هذه، خصوصاً أنها تأتي بعد التحوُّل الذي طرأ على المبادرة الفرنسية على صعيد الاستحقاق الرئاسي، وتراجع باريس خطوة إلى الوراء عن دعم مرشح الثنائي سليمان فرنجية ومقاربتها للمسألة من زاوية جديدة مختلفة”.

وتضيف، “الثنائي يعتبر أن التحوُّل الأساسي الذي طرأ على المبادرة الفرنسية حصل بعد زيارة الراعي الأخيرة إلى باريس قبل أسابيع، حين حمل معه إلى العاصمة الفرنسية رفضاً قاطعاً لفرنجية من الكتل والأحزاب المسيحية التي تشكل الغالبية الساحقة من النواب المسيحيين، فضلاً عن سائر النواب المعارضين من مختلف الاتجاهات”.

وتنوِّه المصادر عينها، إلى أن “تفعيل دعوة الراعي لمؤتمر دولي خاص بلبنان أساسه الحياد، تأتي أيضاً بعد زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لو دريان الأخيرة إلى بيروت، والمنتظر عودته أواخر الشهر الحالي”، لافتة إلى أنه “بات معلوماً أن لو دريان متشائم من حل معضلة الانتخابات الرئاسية من خلال الآليات السابقة، وأنه يجب الذهاب إلى الأمام باتجاه مختلف. بالتالي، من هنا ينظر ثنائي حركة أمل وحزب الله بخشية إلى موقف الراعي المتجدّد وتأكيده عليه”.

وفي السياق ذاته، تشير مصادر سياسية غير بعيدة عن أجواء بكركي، إلى أنه “لطالما أعلن محور الممانعة عبر السنوات الماضية عن رفضه لأي مؤتمر دولي لبحث القضية اللبنانية، وأسباب تحسُّسه من الدعوات المشابهة واضح جداً. فهذا المحور يريد الاستفراد بالوضع اللبناني، ويعمل على عزل لبنان عن أي معطى عربي أو دولي صديق له ويريد مساعدته على حلّ أزماته المستعصية والحفاظ عليه واحة حرية وديمقراطية وازدهار واستقرار، فبذلك تسهل سيطرته على البلد”.

وتوضح المصادر ذاتها، لموقع “القوات”، أن “أي مؤتمر على مستوى دولي لبحث القضية اللبنانية، يرى محور الممانعة أنه لن يصبّ في مصلحته. بالتالي هو يخشى من أن تصبح دعوة الراعي ككرة الثلج التي تفرض نفسها على أرض الواقع بحيث لا يمكن لاحقاً فرملتها والوقوف في وجهها. فالثنائي الشيعي لا يريد أي تدخل دولي، إلا إذا كان يتعلق بصفقات وتسويات معه تؤدي إلى استكمال هيمنته وسيطرته”.

وتتوقع، أن “تقابل دعوة الراعي المتجددة لعقد هذا المؤتمر وتركيزه على الحياد، بمواقف تصعيدية من قبل الثنائي الشيعي، خصوصاً إذا ما تفعَّلت أكثر في الأيام المقبلة وتم تلقُّفها بمواقف متفهّمة من قبل المراجع الدولية المهتمة بالوضع اللبناني”، معتبرة أن “الثنائي ليس في وضع مريح، وأكبر دليل أنه لم يتمكن على الرغم من كل الترغيب والترهيب والتهديد، على مدى أكثر من 8 أشهر، من فرض مرشحه على أكثرية اللبنانيين. بالتالي لننتظر ردة فعله في الأيام المقبلة”.

أي عملية نسخ من دون ذكر المصدر تعرض صاحبها للملاحقة القانونية

المصدر

سعر صرف الدولار في لبنان اليوم لحظة بلحظة

«
زر الذهاب إلى الأعلى