خاص ـ لو دريان يركّب الـ”بازل” الرئاسي… تعاون المعارضة غير “مجاني” –

 

 

خلافاً للتراخي “الرئاسي” المحلي والذي عززته عطلة عيد الأضحى، إذ لا دعوات إلى جلسات انتخاب ولا قبول لفكرة الركون إلى اللعبة الديمقراطية وقواعدها، ينكب المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لو دريان على محاولة إيجاد “الترياق” الذي يفك أسر الكرسي الأولى في لبنان ويملأ فراغها بالرئيس المناسب.

 

وتكشف مصادر دبلوماسية لموقع القوات اللبنانية الالكتروني عن أن الرجل يراجع اليوم قطع الـ”بازل” التي جمعها في بيروت الاسبوع الماضي محاولاً تركيبها والخروج بحلٍّ ما للأزمة الرئاسية، في عملية شديدة التعقيد. من هنا، فإنه يستعين بلاعبين دوليين مؤثرين بالملف اللبناني، في مقدمتهم السعوديون والإيرانيون والقطريون، لإسعافه في مهمّته.

 

فعميد الدبلوماسية الفرنسية، توصّل الى قناعة مفادها أن لا بد من تحصين مبادرته العتيدة، بدعمٍ خارجي وإلا فإن لن يُكتب لها النجاح لبنانياً. وإذا كانت الرياض ستدعم كل ما يُجمع عليه اللبنانيون، وهذا ما أبلغته الرياض إلى لو دريان، فإن المصادر تشير الى أن الأخير يحاول اليوم إقناع طهران بأن عليها الضغط على الثنائي الشيعي كي يرضى برئيس “توافقي” غير منتمٍ الى أي من الفريقين الاساسيين المتصارعَين في الداخل.

 

في انتظار التجاوب الايراني الذي قد يأتي أو لا يأتي (ما يعني في الحالة الثانية استمرار الفراغ)، لو دريان، العائد في تموز الى بيروت، سيقترح على اللبنانيين الجلوس الى طاولة حوار، قد تُعقد في لبنان أو في فرنسا أو في سواهما، وذلك لمناقشة سلّة شاملة تجمع الرئاسة والحكومة وحاكمية المصرف المركزي وقيادة الجيش…

 

غير أن القوى المعارِضة لـ”الثنائي”، بحسب ما تكشف مصادرها لموقع القوات، ليست في صدد التعاون “مجاناً” مع طرح المبعوث الفرنسي. وهي تعتبر أن المطلوب من حزب الله وحركة أمل تقديم خطوات حسية ملموسة تدل على استعداد للاتفاق ولحوارٍ جدي، قبل تلبية أي دعوة الى “الطاولة”. فالتجارب السابقة مع الثنائي، غير مشجّعة، وهو لم يلتزم يوماً بما تعهّد به على “الطاولة”، هذا أوّلاً. كما أن رفضه التخلي عن مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، يعني سلفاً أن الحوار الذي سيدعو إليه لو دريان، سيفشل، بما أن المعارضة ليست في صدد الرضوخ لإرادته هذه المرة.

 

انطلاقاً من هنا، فإن هذا الفريق، سيشترط أوّلاً، موقفاً صريحاً من الحزب وأمل، يعلنان فيه انفتاحَهما على الاتفاق على أسماء اخرى، وعدمَ استغلال الحوار لطرح حصول “الشيعة” على مكاسب إضافية في النظام اللبناني وعلى ضماناتٍ لسلاح الحزب، قبل أن يوافق على مبادرة لو دريان. أما إذا لم يأت هذا الموقف، فإن القوى المعارضة متّجهة بخطى ثابتة نحو رفض الطرح الفرنسي.

 

إذا كانت هذه هي الحال، هل في جعبة لو دريان خيارات أخرى؟ الأوساط الدبلوماسية تقول إن الضغط سيتركّز حينها على إقناع قوى 8 آذار عموماً ورئيس مجلس النواب نبيه بري خصوصاً، بأن على المسار الديمقراطي أن يأخذ مجراه، وعليه بفتح أبواب المجلس وليفز مَن يفز، مع تلويحٍ بعقوبات على كل مَن يعطّل هذا الاستحقاق… لكن هنا أيضاً، نتائج هذا الضغط، غير مضمونة، إذ قد تفيد “العصا” أو لا تفيد، خاصة أن الحزب، وعلى الرغم من دعواته “اليومية” إلى الحوار، مستعد للتعطيل إلى أن تقول له إيران “كفى” وإلى أن يؤمّن “ديل” رئاسي حكومي “سلاحيّ” “سلطوي” مناسب له ولمصالحه ولمصالح المكوّن الشيعي في التركيبة الداخلية، وفق المصادر.​

المصدر

سعر صرف الدولار في لبنان اليوم لحظة بلحظة

«
زر الذهاب إلى الأعلى