جردة حساب

Telegram     WhatsApp

في مطلع السنة الجديدة تهرب مني الكلمات وتنفر.  
لم أعدْ أجيد انتقاء من بينها ما يمكن التعبير عمّا يدور حولنا.  
لم تعدْ الكلمات العادية والمكرّرة تفي حقّ هذا الكمّ مما يعيشه المواطنون من هموم.  

لم أستطعْ على مدى الـ 365 يومًا من سنة 2023 أن أنقل بأمانة وصدق معاناة الناس.  
كنتُ، كما غيري، أفتّش عن عناوين جذّابة؛ عن مواضيع مثيرة. 
 لم ألبِ في ما كتبت طموحات الشباب.  
لم أغصْ إلى عمق أعماق جوهر الأزمات المتوالدة.  
بقيتُ الكلمات “تفوش” على سطح ما هو سهل.  
ردّدتُ “كليشهات” قد تصلح لأي ظرف زمان ومكان.  
أدخلتُ القرّاء في روتين ممّل. 
 استهوتني الكتابة السريعة. غلبني ما يُسمّى “تراند”.  
قهرتني مقولة “الجمهور عايز كده”.  
سايرتُ موجة “الترافيك”.  
تماشيتُ مع خطّ “اللالون” و”اللارائحة” و”اللاطعم”.  
تهيّبتُ اتخاذ مواقف ظننت أنها قد تكون لمصلحة فئة ضد فئة أخرى.  
حاولتُ ألا أكون، قدر الإمكان، طرفًا في أي مسألة حسّاسة.  
مارست على نفسي رقابة ذاتية.  
تقصّدتُ ألا أدخل في نقاش علني مع أي طرف حتى مع الذين لا أتوافق معهم بالرأي.  
ولكن، 
أعترف بأنني كنتُ حادًّا في انتقادي جميع الذين كانوا سببًا في إيصال البلد إلى ما وصل إليه من انهيار.  
لم أسعَ يومًا إلى إرضاء أصحاب النفوذ.  
لم اتنازلْ عن “كبريائي” في مواجهة مفتوحة مع جميع الذين هم في اعتقادي أصل العّلة.  
لم أهادنْ كثيرًا.  
لم أساير جميع من اعتبرهم خارج قناعاتي الوطنية.  
ما كتبتُه منذ العام 2012، على موقع “لبنان24″، وفي شكل يومي، كان وليدة قناعات ترسّخت في وجداني على مدى ممارستي هذه المهنة التي باتت جزءًا لا يتجزأ من حياتي وشخصيتي، والتي طويت فيها ما يقارب 45 سنة.   
لم تغرّني المظاهر ولا العلاقات الشخصية مع السياسيين. 
أردتُ أن أكون حرًّا متحرّرًا من كل “الأحمال الثقيلة”، التي من شأنها أن تحدّ من حريتي وخياراتي. 
لا أدّعي بأن كل ما كتبته هو الصواب. 
أصبت أحيانًا، وكبوت أحيانًا أخرى كثيرة. 
هي جردة حساب وفحص ضمير واعتراف علني في مطلع سنة أتمنى أن تحمل كل الخير لوطننا الغالي، وأن تبعد عنه الحكمةُ كل الشرور، وأن يعود كما نحلم بأن يكون، وأن يعود من بيدهم مفاتيح أبواب الحلّ إلى رشدهم، وأن ينتخبوا رئيسًا يتعاون معه الجميع علّهم يستطيعون انقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الاوان، وقبل أن يُشرّد الذين لا يزالون يؤمنون بقدسية لبنان، ويرفضون تركه لأي سبب كان. 
سنة جديدة أطمح لأن تنقص فيها نواقصي، أن أحب أكثر، أن أرى الأمور من منظار غيري، أن اعامل الناس كما أريد أن يعاملوني، أن أخرج من انانيتي، أن أتعاطف مع الضعيف في وجه المستقوي، أن أرضي ربي وضميري قبل أن أرضي الأرضيين، أن أنام كل مساء على وسادتي وأنا مرتاح الضمير، ولا أكون قد أذيت أحدًا. 

 

المصدر

سعر صرف الدولار في لبنان اليوم لحظة بلحظة

[previous_post_link]


يحدث الآن

00:19
قوة كبيرة من الجيش اللبناني على طريق البحصاص تستعد للدخول الى المناطق التي تشهد اطلاق نار كثيف لملاحقة مطلقي النار بعد عدة مناشدات اطلقها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لضبط الوضع وايقاف هذه المهذلة التي ارعبت سكان واهالي المناطق الشعبية.
23:49
ميشال معوّض لطوني فرنجية: كفى شتائم وإلا “الأمور رح تروح لغير محل”
23:43
اصابة مراسلة LBCI ندى اندراوس برصاصة طائشة في طرابلس شمال لبنان و كانت الاصابة طفيفة
23:35
فوز لائحة التيار الوطني الحر بالكامل في مدينة البترون 15 – 0.
23:31
اطلاق نار كثيف في طرابلس في هذه الأثناء، ومعلومات عن اصابة إحدى المراسلات التلفزيونية في الضم والفرز
23:09
فوز لائحة القوات “بشري لجمهورية قوية” في مدينة بشري بنتيجة 18 – 0.
23:03
رئيس الحكومة نواف سلام: نتابع كل الشكاوى التي وردت في يوم الانتخابات في الشمال لمعالجتها مع الجهات المعنية ولتلافيها في انتخابات بيروت والبقاع والجنوب
22:39
فوز لائحة المردة وحلفاؤهم 21 – صفر على لائحة المستقلين وحركة أسس في بلدة زغرتا. فوز لائحة المردة وحلفاؤهم 9 – صفر على لائحة حركة الاستقلال وحلفائها في بنشعي. فوز لائحة حركة الاستقلال وحلفائها 9 – صفر على لائحة المردة وحلفائهم في بسلوقيت.
22:29
الجيش اللبناني يلقي القبض على احد سارقي الصناديق الانتخابية في بلدة مشمش عكار..
22:05
‌‏ حمـ.ـاس: نؤكد استعدادنا للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب وتبادل الأسرى بشكل متفق عليه وإدارة القطاع من قبل جهة مهنية مستقلة

حمل تطبيق الهاتف المحمول