وصيّة البابا فرنسيس للبنان: دعوة للسلام والتعافي

Telegram     WhatsApp
وصيّة البابا فرنسيس للبنان

بتاريخ 27 أبريل 2025، ودع العالم والفاتيكان البابا فرنسيس في مراسم تشييع حاشدة شارك فيها لبنان، الدولة التي طالما كانت في قلبه. على الرغم من الظروف السياسية والأمنية الصعبة التي حالت دون زيارة البابا الراحل إلى بيروت، إلا أنه كان يذكّر اللبنانيين في كل مناسبة في صلواته، داعيًا لهم بالسلام والطمأنينة. لقد حمل البابا فرنسيس، طوال حياته، العديد من الرسائل للبنان، وأراد أن يكون له دور كبير في دعم هذا البلد الذي يشهد صراعات مستمرة.

أمنية البابا: زيارة لبنان لم تتحقق ولكن الرسائل استمرت

منذ فترة طويلة، كان البابا فرنسيس يطمح إلى زيارة لبنان، لكن الظروف الأمنية والاقتصادية، إلى جانب الفراغ الذي كان يعاني منه موقع الرئاسة الأولى، إضافة إلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، حالت دون تحقيق هذا الطموح. ومع ذلك، بقي لبنان في قلب البابا، وكان يذكره دائمًا في صلواته، داعيًا أن ينعم بالسلام.

خلال حياته، كان البابا فرنسيس يوجه رسائل واضحة إلى اللبنانيين، داعيًا إياهم إلى مساعدة أنفسهم ليتمكن الفاتيكان والعالم من الوقوف إلى جانبهم في محنتهم. ومن أبرز ما كان يشدد عليه في رسائله هو ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، وهو ما تحقق أخيرًا في عام 2024، بعد تدخلات من الفاتيكان عبر الكاردينال بييترو بارولين، الذي ساهم في إنهاء الشغور الرئاسي الذي دام طويلاً.

لبنان “وطن الرسالة”: دعوة للبقاء على هويته الدينية والطائفية

بالنسبة للفاتيكان، يُعتبر لبنان “وطن الرسالة”، حيث يُنظر إليه كنموذج حي للتعايش بين الطوائف والأديان المختلفة. هذا البلد الصغير، الذي يقع وسط دول إسلامية، كان دائمًا يُعتبر رمزًا للعيش المشترك، وخصوصًا أن رئيس الجمهورية في لبنان هو دائمًا مسيحي.

في وصيته للبنان، كان البابا فرنسيس يشدد على ضرورة حفاظ لبنان على هويته، وعلى تنوعه الديني والطائفي. كان يرى أن هذا التنوع يجب أن يكون مصدر قوة، لا سببًا للانقسام. فالبابا كان يؤمن أن لبنان يجب أن يكون مكانًا يعبر فيه المسلمون والمسيحيون عن تسامحهم، وأن يتعاونوا لبناء دولة قادرة على الحفاظ على استقرارها الداخلي وسط التحديات الإقليمية.

لبنان على طريق التعافي: تحديات وفرص

لبنان، الذي مرَّ بتحديات كبيرة في السنوات الأخيرة، يبدو اليوم في طريقه إلى التعافي. فمع انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، بدأ اللبنانيون يأملون في مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي والاقتصادي. هذه كانت من أهم الدعوات التي وجهها البابا فرنسيس، حيث كان يصر على أن لبنان يحتاج إلى إصلاحات جذرية لضمان الحصول على المساعدات الدولية التي تساهم في النهوض بالاقتصاد اللبناني من جديد.

السيادة الوطنية والحياد عن النزاعات الإقليمية

من بين أبرز وصايا البابا للبنان كانت الحفاظ على سيادة الدولة و حيادها عن النزاعات الإقليمية. لقد كانت دعوته للبنان أن يكون دولة قوية، قادرة على بسط سيادتها على جميع أراضيها وحماية مواطنيها دون تدخل خارجي. كان البابا يطالب بعدم السماح لأي قوى خارجية بالتأثير في قرارات لبنان الداخلية، وهو ما يضمن للبنان القدرة على اتخاذ قراراته بحرية واستقلالية في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية.

كان البابا فرنسيس يتمنى أن يصبح لبنان دولة نموذجية في المنطقة من حيث استقرارها السياسي، وأن يعزز من موقعه كداعم للسلام في الشرق الأوسط. في صلواته، كان يخص لبنان بالذكر، خاصة في أيامه الأخيرة عندما كان يعاني من المرض.

العيش المشترك والتعايش بين الطوائف: رؤية البابا للبنان

في نظر البابا فرنسيس، لا يمكن أن يستمر لبنان كدولة مستقرة دون أن يعي جميع أبنائه، من مختلف الطوائف والمذاهب، أهمية العيش المشترك. لقد كان البابا يدعو دائمًا اللبنانيين إلى التكاتف في مواجهة التحديات، والعمل معًا من أجل بناء دولة قوية ومزدهرة.

ورأى البابا أن لبنان بحاجة إلى محاربة خطاب الكراهية و التفرقة، والعمل على تعزيز الحوار بين الطوائف. إن عيش اللبنانيين معًا، وتقبلهم للاختلافات، كان دائمًا جزءًا من رؤية الفاتيكان لمستقبل لبنان.

دور لبنان في المنطقة: بناء السلام ونشر التقدم

من أهم المبادئ التي كان البابا فرنسيس يؤمن بها هو أن لبنان يجب أن يُصدر إلى العالم السلام و التقدم بدلاً من الحروب والدمار. كانت دعوته المستمرة إلى رفض القتل والصراعات في المنطقة، والسعي إلى بناء الجسور بين الشعوب. وكان يرى أن لبنان يمكن أن يكون نموذجًا للدول العربية والعالم في مجال السلام والتعايش بين الأديان.

كما عمل البابا على تعزيز هذه الفكرة من خلال توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في الإمارات العربية المتحدة مع شيخ الأزهر، وذلك في إطار دعوته إلى التعايش السلمي بين جميع الأديان والشعوب.

البابا القادم ودعمه للبنان: استمرار الرسالة

من المتوقع أن يُكمل البابا القادم رسالة البابا فرنسيس في دعم لبنان وشعبه، خاصة في ظل التغيرات الكبيرة التي تشهدها المنطقة بعد أحداث مثل حرب غزة. يعاني الشرق الأوسط من تحولات كبيرة، وهناك مخاطر على الوجود المسيحي في بعض دول المنطقة. لذلك، فإن البابا القادم سيواصل دعم لبنان ليظل رمزًا للسلام و التنوع الديني في الشرق الأوسط.

الخاتمة: لبنان بين الماضي والمستقبل

كانت وصية البابا فرنسيس للبنان هي رسالة أمل ودعوة للمستقبل. وبينما يواجه لبنان تحديات مستمرة، فإن الفاتيكان يرى في هذا البلد فرصة للمساهمة في السلام والازدهار في المنطقة. يبقى السؤال: هل سينجح لبنان في استكمال مسيرة التعافي التي بدأها؟ وهل سيبقى “وطن الرسالة” رمزًا للتعايش والحوار في قلب الشرق الأوسط؟

هل توافق على رؤية البابا للبنان؟ وكيف يمكن أن يساهم اللبنانيون في تحقيق هذه الرؤية؟


يحدث الآن

07:49
من مقر قوى الأمن الداخلي ، اثنى الرئيس عون على دور القوى الأمنية والأمن الداخلي ووزير الداخلية ، كما تمنى الحضور الكثيف في الانتخابات اليوم ، وبان هذه النتخابات انمائية وليست سياسية ، وقال : ” هذه رسالة إلى الخارج والداخل بأنّ الدولة اللبنانية عادت إلى السكّة الصحيحة”
07:39
قال وزير الداخلية أحمد الحجار من مقرّ قوى الأمن: نعمل بتوجيهات رئيس الجمهورية ونذلّل العقبات كافة
07:37
الرئيس عون في غرفة العمليات لقوى الامن الداخلي يتابع انطلاق الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الشمال وعكار
07:35
التحكم المروري: حركة المرور طبيعية على جميع الطرقات والتقاطعات وعلى مداخل العاصمة بيروت
23:53
القناة 12 عن السفير الأميركي بإسرائيل: خيار تل أبيب العسكري مع إيران سيظل قائماً حتى إذا توصّلنا لاتفاق مع طهران
23:49
المجموعات المتطرفة ترتكب مجـ.ـزرة جديدة في جبلة على الساحل السوري قبل قليل (المرصد السوري)
23:37
بيان أوروبي أوكراني مشترك: إن رفضت روسيا وقفا غير مشروط لإطلاق النار يجب فرض عقوبات على قطاعي البنوك والطاقة
23:09
أصدر المكتب الإعلامي في وزارة التربية والتعليم العالي بياناً جاء فيه: “إن وزارة التربية تلتزم بقراراتها التي أعلنت عنها الوزيرة الدكتورة ريما كرامي في مؤتمرها الصحافي الأسبوع الماضي من هنا، وتتمنّى وزيرة التربية على المرشّحين عدم متابعة الشائعات، وتدعوهم إلى الانكباب على دراستهم واستكمال الاستعدادات للامتحانات الرسميّة التي ستُقام بناء على الخطة المعلنة وتهيب وزارة التربية بوسائل الاعلام توخّي الدقة في نقل الأخبار والتأكد من صحّتها من مصدرها في الوزارة”.
22:43
الرئيس عون: نحن مع مبادرة السلام وحل الدولتين وما يقرره العرب نسير به
21:55
استئناف محادثات التجارة بين أمريكا والصين غداً

حمل تطبيق الهاتف المحمول