حدثٌ مسيحي تاريخي: من هو البابا الجديد ليو الرابع عشر “رجل شيكاغو الأعظم”؟
مايو 10, 2025
في سابقة تاريخية، أُعلن في 8 مايو 2025 عن انتخاب الكاردينال الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست، المعروف باسم البابا ليو الرابع عشر، ليصبح أول بابا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية من الولايات المتحدة . هذا الحدث أثار اهتمامًا واسعًا، ليس فقط في الأوساط الدينية، بل أيضًا في المجتمع الأمريكي والعالمي، نظرًا لأصوله وتاريخه المميز.
من هو البابا ليو الرابع عشر؟
وُلد روبرت فرنسيس بريفوست في 14 سبتمبر 1955 في مستشفى ميرسي بمدينة شيكاغو، ونشأ في ضاحية دولتون جنوب المدينة. ينتمي لعائلة متعددة الثقافات؛ فوالدته ميلدريد مارتينيز من أصول كريولية من نيو أورلينز، ووالده لويس ماريوس بريفوست من أصول فرنسية وإيطالية. تلقى تعليمه في مدارس كاثوليكية محلية، وكان يُعرف بين أقرانه بلقب “القديس” نظرًا لتدينه وهدوئه منذ صغره .
مسيرته الكنسية والمهنية
انضم بريفوست إلى رهبنة القديس أغسطينوس عام 1977، وأدى نذوره الرهبانية الدائمة في 1981. حصل على بكالوريوس في الرياضيات من جامعة فيلانوفا، ثم ماجستير في اللاهوت من الاتحاد اللاهوتي الكاثوليكي في شيكاغو، وتابع دراسته في روما حيث نال درجتي الليسانس والدكتوراه في القانون الكنسي من جامعة القديس توما الأكويني.
بعد سيامته كاهنًا في 1982، خدم كمبشر في بيرو، حيث شغل مناصب متعددة، منها مستشار قانوني وأستاذ في المعهد الإكليريكي.
في 2001، انتُخب رئيسًا عامًا لرهبنة القديس أغسطينوس، واستمر في هذا المنصب حتى 2013.
عام 2015، عُيّن أسقفًا لأبرشية تشيكلايو في بيرو، حيث كان معروفًا بتواضعه وقربه من الفقراء.
وفي 2023، عيّنه البابا فرنسيس رئيسًا لدائرة الأساقفة ورئيسًا للجنة البابوية لأمريكا اللاتينية، ورفعه إلى رتبة كاردينال.
انتخابه بابا للكنيسة الكاثوليكية
في 8 مايو 2025، وبعد يومين من انعقاد المجمع الكنسي، تم انتخاب بريفوست بابا للكنيسة الكاثوليكية، واختار اسم “ليو الرابع عشر” تكريمًا للبابا ليو الثالث عشر المعروف بإصلاحاته الاجتماعية . في أول ظهور له من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، ألقى تحية “السلام عليكم” بثلاث لغات: الإيطالية والإسبانية واللاتينية، مؤكدًا على أهمية السلام والوحدة.
ردود الفعل على انتخابه
في شيكاغو، عبّر السكان عن فخرهم بانتخاب أحد أبنائهم بابا للكنيسة. حتى مشجعي فريق “كبس” أبدوا حماسهم، رغم أن البابا معروف بتشجيعه لفريق “وايت سوكس”، مما يعكس جذوره في الجانب الجنوبي للمدينة . الكنيسة الكاثوليكية في شيكاغو نظمت قداسات شكر، وأشاد القادة الدينيون بتواضعه والتزامه بالقيم الروحية.
في بيرو، حيث خدم لسنوات، استُقبل الخبر بفرح كبير. في تشيكلايو، نظم السكان احتفالات، واعتبروا انتخابه تكريمًا لخدمته الطويلة وتفانيه في خدمة المجتمع .
التحديات التي تواجهه
رغم الفرح العارم، يواجه البابا ليو الرابع عشر تحديات كبيرة، خاصة في الولايات المتحدة، حيث شهدت الكنيسة الكاثوليكية تراجعًا في عدد الأبرشيات والحضور في القداسات. في شيكاغو، انخفض عدد الأبرشيات من 449 في 1980 إلى 216 في 2025، بسبب قلة الكهنة وتغيرات ديموغرافية وفضائح سابقة .
رؤيته للكنيسة
يُعرف البابا الجديد بتوجهه المعتدل، وحرصه على تعزيز الحوار والوحدة داخل الكنيسة. في خطابه الأول، شدد على أهمية أن تكون الكنيسة “منارة تنير الليالي المظلمة في هذا العالم”، داعيًا إلى تجديد روحي وإداري . كما أعرب عن رغبته في التركيز على القيم الأساسية للكنيسة، مثل التواضع والخدمة.
خاتمة
انتخاب البابا ليو الرابع عشر يمثل تحولًا تاريخيًا في الكنيسة الكاثوليكية، حيث يجمع بين الجذور الأمريكية والخبرة اللاتينية. بتواضعه ورؤيته المعتدلة، يأمل الكثيرون أن يقود الكنيسة نحو وحدة وتجديد في مواجهة تحديات العصر.
الأسئلة الشائعة (FAQs)
1. ما هي خلفية البابا ليو الرابع عشر؟
وُلد في شيكاغو عام 1955، وخدم كمبشر وأسقف في بيرو لسنوات، قبل أن يُنتخب بابا في 2025.
2. لماذا يُلقب بـ”رجل شيكاغو الأعظم”؟
نظرًا لأصوله في شيكاغو، وافتخار المدينة بانتخاب أحد أبنائها بابا للكنيسة.
3. ما هي أبرز التحديات التي يواجهها؟
تراجع الحضور الكنسي في الولايات المتحدة، والحاجة إلى تجديد روحي وإداري داخل الكنيسة.
4. ما هي رؤيته للكنيسة؟
تعزيز الحوار والوحدة، والتركيز على القيم الأساسية مثل التواضع والخدمة.
5. كيف استُقبل انتخابه في بيرو؟
بفرح كبير، خاصة في تشيكلايو حيث خدم كأسقف، واعتُبر انتخابه تكريمًا لخدمته وتفانيه.