مفاجأة مرتقبة.. “أبل” تستعد لإطلاق نسخة أرخص من Vision Pro هذا العام

في خطوة قد تغير قواعد اللعبة في سوق تقنيات الواقع المختلط، تستعد شركة أبل لإطلاق نسخة منخفضة التكلفة من نظارتها الثورية Vision Pro، وذلك بعدما لم تحقق النسخة الأصلية النجاح التجاري المتوقع رغم تقنياتها الرائدة.

التقارير الأخيرة، نقلًا عن وكالة “بلومبرغ”، تؤكد أن الشركة العملاقة في وادي السيليكون تعمل حاليًا بوتيرة متسارعة لتقديم نسخة جديدة من جهازها، بسعر قد يبدأ من 1500 دولار فقط، مما يفتح الباب أمام جمهور أوسع لتجربة تكنولوجيا أبل المتطورة.

عودة قوية بعد أداء أقل من المتوقع

منذ إطلاقها الرسمي، حظيت Vision Pro بالكثير من الاهتمام الإعلامي والنقدي، حيث وصفها البعض بأنها قفزة نوعية في عالم تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز. ومع ذلك، ورغم الإمكانات الهائلة التي قدمتها، لم تحقق السماعة النجاح التجاري المرجو، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى سعرها المرتفع الذي بلغ 3500 دولار، إضافة إلى بعض المشكلات المتعلقة بالراحة أثناء الاستخدام.

وتُدرك أبل أن خفض العوائق السعرية سيكون مفتاحًا رئيسيًا لتوسيع حصتها في سوق أجهزة XR (الواقع الممتد)، خصوصًا مع اشتداد المنافسة من شركات مثل “ميتا” و”سامسونغ” وغيرهما.

تفاصيل النسخة الأرخص من Vision Pro

بحسب المعلومات المسربة، فإن النسخة المخفضة من Vision Pro ستتمتع بتغييرات جوهرية مقارنة بالإصدار الأصلي، تهدف جميعها إلى خفض التكاليف دون التضحية بالتجربة الكلية بشكل كبير.

مواصفات متوقعة:

• شاشة بدقة أقل: من المرجح أن تستخدم أبل شاشات بجودة منخفضة قليلًا مقارنة بالنسخة الأصلية، وذلك لتقليل التكاليف دون التأثير المفرط على جودة العرض.
• تصميم أخف وزنًا: أحد أهم الانتقادات التي طالت Vision Pro كان وزنها الثقيل. النسخة الجديدة قد تأتي بوزن يقل عن نصف كيلوغرام، مما يجعلها أكثر راحة للاستخدام المطول.
• معالج جديد قوي: من المتوقع أن تعتمد أبل على شريحة المعالجة M5، وهي معالج من الجيل الجديد من تطوير الشركة، والذي من المقرر أن يستخدم لاحقًا في أجهزة MacBook وiPad Pro القادمة.
• سعر تنافسي: تتراوح التقديرات لسعر الجهاز الجديد بين 1500 إلى 2500 دولار، مما يجعله في متناول فئة أكبر من المستخدمين مقارنة بالسعر الأصلي الباهظ.

موعد الإطلاق المتوقع:

تشير التقارير إلى أن الجهاز قد يرى النور بين نهاية عام 2025 والنصف الأول من عام 2026، وربما يتزامن الإعلان عنه مع إطلاق سلسلة آيفون 17 الجديدة.

تحرك سريع في مواجهة المنافسة

في السابق، توقعت التحليلات أن تستغرق أبل عامًا أو أكثر لتطوير نسخة جديدة من Vision Pro. إلا أن حدة المنافسة المتزايدة في سوق الواقع المختلط، وظهور أجهزة متطورة بأسعار أقل، مثل نظارة “ميتا كويست 3″، دفعت أبل إلى تسريع خططها.

إضافة إلى ذلك، تعمل أبل على تطوير نسخة متقدمة أخرى من Vision Pro تستهدف المحترفين، مع مزايا اتصال مُحسنة مع أجهزة Mac، مما سيوفر أداءً أعلى دون التضحية بعمر البطارية أو سرعة الاستجابة.

تحديات أبل: هل النجاح مضمون؟

رغم كل الخطط والتحديثات، تواجه أبل عدة تحديات رئيسية يجب التغلب عليها لضمان نجاح نسختها الجديدة:

1. تحسين تجربة الارتداء

ثقل جهاز Vision Pro وعدم راحته لفترات طويلة كان أحد أبرز الانتقادات. ولتحقيق النجاح مع النسخة الأرخص، تحتاج أبل إلى ضمان تصميم مريح وخفيف الوزن، مع توزيع جيد للوزن على الرأس والوجه.

2. إدارة التكاليف مع الحفاظ على الجودة

خفض السعر دون المساس بجودة التجربة سيكون تحديًا كبيرًا. فالمستخدمون يتوقعون مستوى عاليًا من الأداء عند شراء منتجات أبل، حتى لو كانت النسخة أقل تكلفة.

3. مواجهة المنافسين

سوق أجهزة XR يشهد نموًا هائلًا، مع دخول لاعبين كبار مثل ميتا، وسامسونغ، وحتى شركات صينية واعدة. النجاح سيتطلب من أبل تقديم منتج مقنع بسعر منافس مع تجربة استخدام سلسة وممتعة.

آفاق سوق الواقع المختلط

تشير التوقعات إلى أن سوق أجهزة الواقع المختلط سيشهد نموًا متسارعًا خلال السنوات القادمة، مدفوعًا بتطور تقنيات العرض والمعالجة، وانخفاض الأسعار، وازدياد التطبيقات العملية لهذه الأجهزة في مجالات الترفيه، التعليم، والعمل عن بُعد.

أبل تراهن على أن دخولها بقوة إلى هذا السوق سيمنحها فرصة لتعزيز مكانتها كشركة رائدة في مجال الابتكار التكنولوجي، بعد نجاحاتها السابقة في الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والساعات الذكية.

نظرة إلى المستقبل: ما الذي ننتظره؟

مع اقتراب موعد الكشف عن النسخة الأرخص من Vision Pro، يترقب محبو التكنولوجيا والمراقبون خطوات أبل القادمة بحماس شديد. هل ستنجح الشركة في تقديم تجربة واقع مختلط متكاملة بسعر منافس؟ أم أن التحديات التقنية والمالية ستكون أكبر من أن يتم التغلب عليها بسهولة؟

ما هو مؤكد حتى الآن أن العامين المقبلين سيشهدان تحولات دراماتيكية في هذا السوق، مع دخول مزيد من اللاعبين وظهور أجهزة أكثر تطورًا وأقل تكلفة.