
لبنان اليوم
أكد سماحة المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان على أن “الدولة تكون دولة بالعدالة والشراكة والمساواة، لا بالغبن والحصار والانتقام ممن رفعوا لبنان فوق أكفّ السماوات”، موجهاً نداءً إلى جميع اللبنانيين وإلى كل من يهمه الأمر، ومشدداً على أنه “لا يمكن فهم لبنان خارج إطار تأسيسه وميثاقيته، فهما الأساس لفهم سلوك السلطة السياسية ومسؤولياتها تجاه الجنوب اللبناني وطائفة المقاومة”.
وأوضح قبلان أن “الجنوب قدّم تضحيات جسيمة منذ بداية قضية فلسطين، ودفع أيضاً ثمن استغلال لبنان سياسياً في مشاريع خارجية، وتحمّل وطأة الاجتياح الإسرائيلي واحتلال بيروت، وتواطؤ السلطة آنذاك مع العدو”، لافتاً إلى أن “من صلب تلك الظروف نشأت مقاومة وطنية قدمت تضحيات عظيمة، انتهت بتحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، وصمود تاريخي في حرب تموز 2006، وصولاً إلى معركة الطوفان التي أظهرت قوة سيادية في مواجهة أعتى قوة صهيوأطلسية”.
وأضاف: “بالرغم من كل هذه التضحيات، فإننا نواجه اليوم سياسة رسمية عقابية ممنهجة، وقرى مدمرة على طول الخطوط الأمامية، وغياب الدولة عن الجنوب، فلا توجد برامج وطنية ولا مساعدات إغاثية ولا إعلام أو دبلوماسية تليق بمن حرروا الوطن واستعادوا بيروت”، مؤكداً أن “السلطة تمارس سياسة تضييق وتحريض، وتعاقب كل من يسعى لإعادة بناء منزله”.
واعتبر قبلان أن “هناك من يحاول استغلال السلطة لتكون ضد شعبها، وهذا يشكل خطراً وجودياً على لبنان”، محذراً من “الاعتماد على الرؤية الأميركية الإسرائيلية للمنطقة”، ومؤكداً: “إن ما تفعلونه الآن سيسجله التاريخ، فالمسامحة لا تكون بقتل وعزل وإضعاف أهل الجبهة الذين لولاهم لما صمد لبنان”.
واختتم المفتي قبلان حديثه بالقول: “نحن الطائفة التي تحملت الكثير عبر التاريخ من أجل أوطانها وشعبها، ولن نستسلم أو نتراجع أو نتنازل، لأننا نؤمن بأن المسيحي والمسلم هما كيان واحد لوطن واحد. الدولة لا تقوم إلا بالعدل والشراكة والمساواة، وليس بالحصار والانتقام ممن حموا لبنان ورفعوه عالياً”.