رعد: تحقيق أمن لبنان يكمن في وقف الاعتداءات الإسرائيلية لا الامتثال لشروطها

لبنان اليوم

في بادرة تقدير وعرفان لتضحيات الشهداء الذين سطروا ملاحم العزة والكرامة دفاعًا عن لبنان، أقام “حزب الله” حفلًا مهيبًا لتكريم شهداء مدينة النبطية.
جرى الحفل برعاية كريمة من رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة”: النائب محمد رعد، وبحضور حافل لمسؤول منطقة جبل عامل الثانية في الحزب: الحاج علي ضعون، وإمام المدينة: العلامة الشيخ عبد الحسين صادق، إلى جانب عائلات الشهداء الأبطال وجمع غفير من الشخصيات السياسية والاجتماعية والدينية والعسكرية والتربوية.

افتُتح الحفل بآياتٍ عطرة من الذكر الحكيم، تلاها عزف النشيد الوطني اللبناني ونشيد “حزب الله”، ثم ألقى راعي الحفل: النائب محمد رعد كلمة أكد فيها أن النبطية، وهي في أوج عزّها، تجدد التزامها الثابت بنهج الاستشهاد فداءً للدين والإنسان والوطن.

وأشار: رعد إلى أن شعار شيخ الشهداء: الشيخ راغب حرب “الموقف سلاح والمصافحة اعتراف” يبقى نبراسًا ووصية أساسية، في حين أن موقف: السيد عباس الموسوي “الوصية الأساس في حفظ المقاومة”.

ونوّه بأن تلال النبطية وسهولها كانت مسرحًا لأروع العمليات البطولية ضد مواقع العدو الإسرائيلي في الطهرة، علي الطاهر، الدبشة، السويداء، الوادي الأخضر، سهل الميدنة، أرنون وقلعة الشقيف، موضحًا أن هذه المواقع “تكشف حجم الجرائم والمجازر الإسرائيلية بحق المدنيين، وسلوك العدو المتوحش وطمعه في الأرض والإنسان”.

وأضاف: رعد “إننا نقف اليوم وقفة إجلال ووفاء، ونجدد العهد لأحبة بذلوا أرواحهم في سبيل الله دفاعًا عن الوطن ونصرةً للمستضعفين في غزة وفلسطين والمنطقة، ومن أجل إعلاء الحق والسيادة والكرامة في لبنان”.

وكشف أن مدينة النبطية قدمت 130 شهيدًا، ينتمون إلى 71 عائلة، بينهم 95 شهيدًا من تشكيلات القطاع، مؤكدًا أن “صورهم محفورة في القلوب وأسماؤهم منقوشة في ذاكرة المقاومة”.

وشدّد على أن “العدو الذي دمّر بيوت الأهالي وأسواقهم فعل ذلك طمعًا باحتلال البلد وبث اليأس، لكنه فشل وسيبقى يفشل، لأن لبنان محصّن بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة”، معتبرًا أن “النصر الإلهي حتمي للمؤمنين، وأن المجاهدين سيظلون أوفياء لعهدهم”.

وانتقد: رعد بشدة أولئك الذين يسعون إلى تحميل المقاومة مسؤولية الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدًا أن “العدو هو السبب الحقيقي وراء هذه الاعتداءات، مدفوعًا بأطماعه ومشروعه التوسّعي”. وأضاف أن “من يطالب بنزع ذرائع المقاومة إما يجهل طبيعة العدوان أو يراهن خطأً على حماية أصدقاء الخارج بعد التنازل”.

كما أكد أن مفتاح أمن لبنان واستقراره ليس في الرضوخ لشروط إسرائيل، بل في إجبارها على وقف اعتداءاتها، داعيًا إلى “تعزيز الاصطفاف الوطني لمواجهة الأطماع الإسرائيلية والابتعاد عن سياسات إضعاف الجبهة الداخلية”.

ورأى: رعد أن “مصلحة البلاد تقتضي عدم الربط بين إعادة الإعمار ومعاملات المواطنين وأي ضغوط خارجية”، مشيرًا إلى أن تأجيل الانتخابات النيابية أمر غير مقبول “لأنه مطلب دستوري ورئاسي ووزاري، والعدو له مصلحة في تعطيله”.

واختتم كلمته بالتأكيد على أن “الشهداء سيبقون منارات تضيء لنا دروب العزة والكرامة، وأن الشعب الوفي ومدرسة المجاهدين سيبقيان مرجعية نستلهم منها دروس التضحية والوفاء”.

واختُتم الحفل التكريمي بفقرات متنوعة وكلمة مؤثرة باسم عائلات الشهداء، جددوا فيها العهد على التمسك بنهج المقاومة مهما بلغت التضحيات، تلاها مجلس عزاء حسيني بصوت القارئ: الشيخ عبد الله روماني، وسط أجواء من الإجلال والتقدير للشهداء الأبرار.