
ألغت شركات صينية مملوكة للدولة، من بينها “سينوبك”، جزءاً من مشترياتها من النفط الروسي المنقول بحراً، وذلك في أعقاب قيام الولايات المتحدة بإدراج شركتي “روسنفت” و “لوك أويل” على قائمتها السوداء.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فقد علقت الشركات شراء بعض الشحنات الفورية، وخاصة خام “إسبو” القادم من أقصى شرق روسيا، في الوقت الذي تقوم فيه بتقييم القيود الأمريكية والإجراءات الموازية من الاتحاد الأوروبي.
وقد أثار هذا القرار حالة من الاضطراب في السوق العالمية، حيث قفزت الأسعار يوم الخميس وتوجهت عقود برنت نحو تحقيق مكاسب أسبوعية تجاوزت 7%، على الرغم من تداولها بالقرب من 66 دولاراً للبرميل يوم الجمعة، وبقائها منخفضة بنسبة تقارب 12% منذ بداية العام، وسط مخاوف بشأن وجود فائض في الإمدادات من تحالف “أوبك+”.
وامتنعت شركات “سينوبك” و “تشاينا تشنهوا أويل” و “سينوكيم غروب” عن التعليق الفوري. وردت الخارجية الصينية بأن بكين “تعارض دائماً العقوبات الأحادية”. ويعتزم الرئيس الأمريكي: دونالد ترمب، طرح مسألة مشتريات الصين من النفط الروسي مع نظيره: شي جين بينغ، خلال لقاء مرتقب في كوريا الجنوبية الأسبوع المقبل.
وتستحوذ الشركات الصينية الحكومية على أكثر من 400 ألف برميل يومياً من الشحنات البحرية الروسية، أي ما يقارب 40% من إجمالي النفط المنقول بحراً، مع استمرار الضخ عبر خطوط الأنابيب. وتشير التقديرات البحثية إلى احتمال تراجع التدفقات إلى الصين، مع بقاء الإمدادات عبر الأنابيب مستمرة بسبب ترتيبات سداد لا تمر عبر المصارف الغربية. كما يُتوقع انكماش الشحنات إلى الهند عقب الحزمة الأمريكية الأخيرة.
وقد تتجه الشركات الصينية نحو البحث عن بدائل من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، أو تخفيض معدلات التشغيل، أو القيام بصيانة غير مجدولة، في الوقت الذي يبحث فيه مشترون هنود عن بدائل للخام الروسي بسبب ارتفاع التكاليف.
وقد فرضت وزارة الخزانة الأمريكية العقوبات متهمة موسكو بـ “عدم إبداء التزام جاد بعملية السلام في أوكرانيا”. وتعتبر هذه العقوبات أولى العقوبات الأمريكية الكبيرة على روسيا منذ عودة: ترمب، إلى البيت الأبيض في يناير. وقال الرئيس الروسي: فلاديمير بوتين، إن هذه الخطوة “ستكون لها عواقب وخيمة علينا، لكنها لن تؤثر بشكل كبير على رفاهنا الاقتصادي”، فيما أمام موسكو حوالي شهر قبل دخول القيود حيز التنفيذ الكامل.
المصدر: لبنان اليوم