
رينه أبي نادر – Mtv
يُعَدّ لبنان من الدّول المعرّضة للزّلازل، وهو شهد الكثير منها عبر التّاريخ، فدمّرت مُدناً وبلدات وأوقعت عشرات الضّحايا. وكثُرَت في الآونة الأخيرة الزّلازل في العالم، ففي الفيليبين، مثلاً، أدّى زلزال عنيف إلى سقوط عدد من الضّحايا وتدمير مبانٍ عدّة، فيما تشهد تركيا، القريبة من لبنان نسبيّاً، زلازل كلّ فترة، وآخرها، الذي ضرب منطقة بحر مرمرة، بقوّة 5,1 درجة على مقياس ريختر. فهل ما يحصل مؤشّر على زلزال قد يضرب المنطقة ولبنان؟
يوضح الخبير الجيولوجيّ طوني نمر أنّ “الزّلازل العنيفة في أماكن مختلفة حول العالم، لا تعني أنّ أموراً كبيرة ستحصل، بما أنّ الصّفائح التّكتونيّة تتحرّك”، لافتاً إلى أنّ “العالم يشهد زلازل كبيرة وخفيفة دائمًا، وفي مختلف المناطق، لكنّه لا يؤشّر الى حصول زلزال كبير في المنطقة أو في لبنان”.
ويُضيف، في حديث لموقع mtv: “المواطنون يعلمون أنّ لبنان موجود على حدود الصّفيحة العربيّة والإفريقيّة، وأنّ هناك فوالق تحرّكت عبر التّاريخ، والأسباب لا تزال موجودة، وهذه الفوالق قد تتحرّك، لكن هذا لا يعني أنّ الأمر وشيك، بل هو ممكن ألا يحصل قبل مليار سنة”.
ويُشدّد نمر على “ضرورة اعتماد التّوعية في المدارس حول موضوع الزّلازل، وتعميمها من قبل وزارة التّربية”.
ماذا عن خطّة الطّوارئ؟ يُشير نمر إلى أنّ “خطة الطّوارئ التي تحدّثت عنها الدّولة في الحرب الإسرائيليّة الأخيرة على لبنان، تبيّن أنّها غير موجودة وغير فعّالة”، لافتاً إلى “ضرورة أن تكون الدّولة جاهزة من ناحية خطّة الطّوارئ، في حال حدوث أي كارثة طبيعيّة”.
إذاً، لا تزال الزّلازل تشكّل خطرًا حقيقيًّا على لبنان، بسبب ضعف البنية التّحتيّة، وغياب الجاهزيّة الكاملة لمواجهتها. من هنا، تبرز أهمّية تحديث القوانين الهندسيّة، واعتماد خطط طوارئ فعّالة لتفادي الأسوأ عند حصول أي كارثة، إلى جانب التّوعية حول الموضوع.