هل تتحالف القوى المسيحية؟
يوليو 10, 2024
حتى ان التجارب السابقة اوحت بأن اي تحالف او تقارب سينتهي بخلاف فعلي وكبير يعيد الازمة والخلاف اسوأ مما كان عليه قبل المصالحة، ولعل التقاطع الذي حصل على اسم الوزير السابق جهاد ازعور بين القوى والاحزاب والشخصيات المسيحية لم يؤد الى أن تحالف طويل الامد، بل على العكس تضمن الكثير من جوانب عدم الثقة، اذ لم يكن كل طرف يثق بأن الطرف الآخر جدي بهذا التقاطع بل “كل الظن” كان ان هناك غايات سياسية مخفية تجعل الجميع يقبلون بالموافقة على ازعور الى حين.
لكن بعيداً عن كل هذه التجارب، وعن الظروف الحالية، يبدو ان التحالف المسيحي المسيحي سيصبح حاجة فعلية في المرحلة المقبلة، ما يعني أن الاطراف المعنية ستجد نفسها ملزمة بالتفاهم في ما بينها على عناوين عريضة سياسية مرتبطة بالاستحقاقات الداخلية، والا فإن الاطراف الاخرى ستكون قادرة على التفاهم وربما على تخطي المسيحيين او التفاهم معهم “بالمفرق” مما يفقدهم اي قدرة جدية على التأثير في الحياة السياسية اللبنانية وهي قدرة استعادها المسيحيون تدريجياً بعد العام 2005.
عاجلاً أم آجلاً ستنتهي الحرب في غزة، حتى لو استمر القتال لاشهر اضافية، لكن الاكيد أن التسوية باتت حتمية وستشمل كما الحرب، كل المنطقة، اذ من المتوقع أن تكون التسوية السياسية في كل بلد منفصلة عن التسوية في البلد الآخر، لكن من يرسم المسار التسووي سيكون قادراً على موازنة هذه التسويات لتكون مرتبطة وان بشكل غير مباشر وغير علني، من هنا ستصبح الساحة اللبنانية تحت المجهر الدولي نظراً لاهميتها الاقتصادية والجيوسياسية وحتى الامنية والعسكرية.
وبحسب مصادر مطلعة فإن عدم تشكيل القوى المسيحية لبلوك سياسي فعلي، يؤمن لها القدرة على تعطيل اي تسوية ويجعلها قادرة فعلياً على استخدام سلاح الميثاقية، سيؤدي الى جعل حضورها السياسي اضعف مما كان عليه في السابق، لان التحالفات السياسية التي بدأت تنشأ والتي بمعظمها تحالفات إسلامية- إسلامية، ستهمش الدور المسيحي، وكما يحصل اليوم في عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية سيحصل لاحقاً في عملية الاتفاق على قانون انتخابي جديد وغيرها من الاستحقاقات التي تكون فيها القوى المسيحية غير مؤثرة في مسار الاحداث ونتائجها.
[previous_post_link]