يأتي هذا اللقاء الهام بعد أيام قليلة من العملية التي قام بها الجيش الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي أسفرت عن اغتيال القيادي العسكري البارز في حزب الله هيثم علي طباطبائي.
أفاد مصدر مطلع أن الاجتماع كان يهدف في معظمه إلى التعارف بين الأطراف المشاركة. وأشار إلى أن الموضوع الأبرز الذي نوقش هو التعاون الاقتصادي في جنوب لبنان، خاصة برامج إعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب. كما أشار إلى بحث الجانبين إمكانية إطلاق مشاريع مشتركة صغيرة على الحدود، بحسب ما أورده موقع “أكسيوس” الخميس.
وأضاف المصدر أن المشاركين اتفقوا على عقد اجتماع جديد قبل نهاية العام الحالي لتقديم مقترحات اقتصادية تهدف إلى تعزيز الثقة المتبادلة.
كما أكد مسؤول أميركي أن الرؤية الأميركية بعيدة المدى تقوم على إنشاء منطقة اقتصادية على طول الحدود تكون خالية من حزب الله والأسلحة الثقيلة. وأوضح أن الهدف المشترك للأطراف هو نزع سلاح حزب الله، وأن هذا المسار سيستمر ضمن آلية وقف إطلاق النار.
وكشف أيضاً أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترى أن الضربة الإسرائيلية التي أودت بحياة أحد أبرز قادة حزب الله منحت إسرائيل هامشًا سياسيًا أوسع، وأجلت تنفيذ عملية عسكرية كبيرة محتملة في لبنان.
وترى الإدارة الأميركية أن الحرب لن تُستأنف في الأسابيع المقبلة، على الرغم من التصريحات المتشددة الصادرة عن بعض القادة الإسرائيليين.
من جهته، شدد رئيس الحكومة نواف سلام في مقابلة مع ثلاث وكالات أنباء دولية، على أن هذه اللقاءات لا ترقى إلى مستوى مفاوضات سلام، بل تهدف فقط إلى تثبيت وقف الأعمال العدائية، وضمان الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية، إضافة إلى إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، وفق ما نقلت “فرانس برس”.
وأكد سلام أن لبنان متمسك بمبادرة السلام العربية الصادرة في العام 2002، ولا يسعى إلى اتفاق منفرد مع إسرائيل، معتبراً أن أي علاقات اقتصادية ستكون المرحلة الأخيرة بعد تحقيق السلام.
تُعتبر هذه الجولة هي الأولى من نوعها منذ العام 1983، عندما تفاوض البلدان بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982، وأسفرت تلك المفاوضات عن اتفاق 17 أيار الذي أقره البرلمان، قبل أن تلغيه الحكومة لاحقًا.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله قد دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024، وذلك بعد مواجهات استمرت عامًا كاملًا إثر فتح حزب الله ما وصفه بـ”جبهة الإسناد” دعماً لغزة.
إلا أن إسرائيل لا تزال تنفذ غارات يومية على مناطق في لبنان، وتحافظ على وجودها في خمس تلال جنوبية. في المقابل، وضعت السلطات خطة لنزع سلاح حزب الله ضمن الاتفاق، وبدأ الجيش اللبناني بتنفيذها، وسط ضغوط أميركية وإسرائيلية لتسريعها، على الرغم من التحديات الداخلية الكبيرة التي تواجهها نتيجة الانقسام حول هذا الملف.
