وصول جزيئات البلاستيك إلى مائدتك اليومية: دراسة جديدة تلقي الضوء على الأمر

لبنان اليوم

تغلغلت الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في معظم جوانب الزراعة الحديثة، حيث تختلط بالتربة والمياه والنباتات، ومن ثم تجد طريقها إلى غذاء الحيوانات دون أن يلاحظها أحد. تبتلع الأبقار هذه الجسيمات أثناء تناولها مواد مثل القش والشعير والسيلاج.

داخل الكرش، تواجه هذه الجسيمات نظامًا ميكروبيًا يعتبر من بين الأكثر تعقيدًا على وجه الأرض. وكشفت دراسة دولية حديثة عن كيفية تفاعل هذا النظام بقوة عند دخول البلاستيك إلى بيئة الكرش.

عادة ما تتسلل الجسيمات البلاستيكية إلى علف الماشية من خلال أغلفة السيلاج، أو الطين الصناعي، أو مواد التعبئة والتغليف، أو حتى بسبب تآكل الإطارات. هذه الجسيمات، بحجمها الدقيق، قادرة على اختراق التربة والوصول إلى النباتات أو العلف.

## تأثير الجسيمات البلاستيكية

أظهرت التجارب أن الميكروبلاستيك يقلل من إنتاج الغازات في الكرش بغض النظر عن نوعه أو حجمه أو كميته، بينما يزيد من تحلل المواد الجافة، مما يشير إلى أن الميكروبات قد تتفاعل مع البلاستيك نفسه. لوحظ فقدان في الكتلة أو تكسر لبعض الجسيمات إلى أجزاء أصغر، ربما بسبب الاحتكاك الميكانيكي وإنزيمات الميكروبات.

كشفت التفاعلات الميكروبية عن تغيرات ملحوظة في البروتينات، حيث انخفضت البروتينات المرتبطة باستقلاب الكربوهيدرات والأحماض الأمينية، بينما زادت البروتينات المرتبطة بالإجهاد والإصلاح، مما يدل على تعرض الميكروبات لضغط. كما تغيرت نسب بعض المجموعات الميكروبية، وهو نمط يشير غالبًا إلى خلل في المجتمع الميكروبي.

تثير هذه النتائج مخاوف بشأن سلامة الغذاء، حيث يمكن للجسيمات الأصغر من 100 ميكرومتر أن تنتقل إلى الأنسجة وتتراكم في الأعضاء، مما قد يؤدي إلى تلوث اللحوم والحليب. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي إجهاد الميكروبات إلى تقليل كفاءة هضم العلف، مما يضعف أداء الحيوانات ويزيد التكاليف.

يحث الباحثون على الحد من استخدام البلاستيك في الزراعة، مثل “أغلفة السيلاج” و “التعبئة” و “الطين الصناعي”، لحماية الحيوانات والبشر على حد سواء. توفر الدراسة أيضًا بيانات مهمة للهيئات “التنظيمية والبيطرية” لتحديد حدود أمان التلوث بالبلاستيك في العلف.

في الختام: “الميكروبلاستيك لا يبقى خاملاً داخل الأبقار، بل يسبب إجهادًا، ويغير المجتمع الميكروبي، وقد يؤثر على سلامة الغذاء”.