أكد خوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة، قراره النهائي بشأن عودة الأرجنتيني ليونيل ميسي، نجم فريق إنتر ميامي، إلى ملعب “سبوتيفاي كامب نو”.
وكان ميسي قد غادر النادي الكتالوني في صيف عام 2021، بعد فترة قصيرة من تولي لابورتا رئاسة النادي، وذلك بسبب عدم كفاية الموارد المالية لتسجيله وتقديم عقد جديد له.
وفي تصريحات نشرها الصحفي الإيطالي فابريزيو رومانو عبر حسابه على موقع إكس، صرح لابورتا حول إمكانية عودة ميسي إلى برشلونة قائلاً: “عودته كلاعب أمر بعيد تماما عن الواقع، وفي الوقت الراهن، فهو يرتبط بعقد مع إنتر ميامي”.
وأردف قائلاً: “النادي يبني مشروعًا للحاضر والمستقبل، لذا يبدو معقدا، ومن الصعب العيش في الماضي مع رغبتك في المضي للأمام”.
مسيرة ذهبية
لقد كانت مسيرة ليونيل ميسي مع برشلونة من أروع الفترات في تاريخ كرة القدم، حيث سطع نجمه بشكل استثنائي في الكامب نو وعلى مستوى اللعبة بأكملها.
منذ ظهوره الأول مع الفريق الأول في عام 2004، وحتى رحيله في صيف 2021، قدم ميسي كل ما يمكن أن يقدمه لاعب لنادٍ واحد، وحقق أرقامًا مذهلة وإنجازات جعلته رمزًا لا يُنسى في تاريخ برشلونة.
خلال 778 مباراة لعبها مع الفريق، سجل ميسي 672 هدفًا وصنع 303 أهداف، ليصبح اللاعب الأكثر إسهامًا في تسجيل الأهداف في تاريخ كرة القدم مع نادٍ واحد.
لم يكن ميسي مجرد هداف، بل كان أيضًا صانع ألعاب متميز، قادرًا على بناء الهجمات وصناعة الفارق وتسجيل الأهداف في الوقت نفسه، وقد كانت هذه المهارات المتنوعة جزءًا أساسيًا من شخصية ميسي الكروية داخل النادي.
قاد ميسي برشلونة إلى حقبة ذهبية غير مسبوقة، حيث ساهم في الفوز بأربعة ألقاب لدوري أبطال أوروبا، وعشرة ألقاب للدوري الإسباني، بالإضافة إلى كأس العالم للأندية، وكأس الملك، وكأس السوبر الأوروبي والإسباني.
في كل موسم، لم يكتفِ ميسي بالحفاظ على مستواه، بل كان يتجاوز التوقعات لما يمكن أن يقدمه لاعب واحد في الفريق.
مع المدرب بيب جوارديولا، وصل ميسي إلى قمة المجد، وأصبح حجر الزاوية في فريق تاريخي قدم أحد أروع أساليب كرة القدم.
في تلك الفترة، كان ميسي مثالًا للمهاجم الوهمي، الذي يربك المدافعين بتحركاته الذكية، وصنع حقبة من اللعب الممتع الذي جعل برشلونة مرجعًا عالميًا.
على الرغم من تغيير المدربين والأجيال، ظل ميسي العنصر الثابت، المنقذ، والقائد الذي يعتمد عليه في الأوقات الصعبة، وقد ازدادت أهميته في السنوات الأخيرة قبل رحيله، حيث حمل الفريق على عاتقه وكان القوة الإبداعية الأولى بلا منازع.
لقد ترك رحيل ميسي فراغًا كبيرًا، ليس فقط داخل الفريق، بل في قلوب الجماهير التي عاشت معه أجمل اللحظات، وعلى الرغم من النهاية المؤلمة، يظل إرثه مع برشلونة أكبر من مجرد أرقام.
الحياة بعد برشلونة
كانت مغادرة ميسي لبرشلونة في صيف 2021 نقطة تحول كبيرة في مسيرته الكروية، بعد أن اضطر إلى مغادرة الكامب نو بسبب الأزمة المالية التي كان يمر بها النادي.
على الرغم من ارتباطه العاطفي الشديد ببرشلونة، كان عليه أن يواجه تحديات جديدة مع باريس سان جيرمان، ليبدأ رحلة مختلفة تمامًا عن تلك التي قضاها في الكامب نو.
في باريس، واجه ميسي صعوبات في التأقلم في موسمه الأول، بسبب التغييرات في التكتيكات والضغوط الكبيرة المصاحبة لوجوده في فريق يضم أيضًا نيمار ومبابي.
ومع ذلك، قدم النجم الأرجنتيني موسمًا ثانيًا أكثر نضجًا وتأثيرًا، حيث ساهم بالأهداف والتمريرات الحاسمة، وأظهر لمحات من مهاراته المعهودة.
على الرغم من الانتقادات، وخاصة بسبب الإخفاق في دوري أبطال أوروبا، فاز ميسي بالدوري الفرنسي، وأثبت نفسه كواحد من أفضل صانعي الألعاب في الفريق، بالإضافة إلى قيادة منتخب الأرجنتين للفوز بكأس العالم 2022، وهي واحدة من أعظم اللحظات في مسيرته.
لكن أجواء باريس لم تكن الأنسب له من الناحية النفسية والجماهيرية، لذلك قرر خوض مغامرة جديدة خارج أوروبا، وهذه المرة في الدوري الأمريكي مع إنتر ميامي في صيف 2023.
كان هذا الانتقال نقطة تحول إيجابية، حيث وجد ميسي بيئة هادئة ومناسبة للاسترخاء بعد سنوات من الضغوط في أوروبا.
مع إنتر ميامي، أعاد ميسي إشعال شغف الجماهير الأمريكية بكرة القدم، وساعد النادي على الفوز بأول بطولة في تاريخه، وهي كأس الدوريات، وقدم مستويات فنية رائعة.
كما جذب اهتمامًا عالميًا غير مسبوق للدوري الأمريكي، وأعاد تعريف دور اللاعب النجم خارج أوروبا، من خلال مزيج من الأداء الرفيع والقيمة التسويقية الهائلة.
وهكذا، أثبتت رحلة ميسي بعد برشلونة أنه لا يزال قادرًا على التأثير أينما ذهب، محافظًا على سحره الكروي، ومرسمًا فصولًا جديدة في مسيرته الأسطورية داخل أوروبا وخارجها.
