بعد بداية متعثرة بقميص ليفربول، تحدث المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك، معبراً عن أسفه لتسجيله هدفاً واحداً فقط منذ انتقاله في صفقة ضخمة بلغت قيمتها 130 مليون جنيه إسترليني في نهاية فترة الانتقالات الصيفية.
وفي ظل انخفاض مستواه وتكرار الإصابات، اعترف اللاعب بأن الأسابيع الأخيرة لم تسر كما كان يأمل، مؤكداً أنه لا يقدم أعذاراً، على الرغم من الظروف الصعبة التي واجهته.
وأضاف: “عندما أكون في الملعب، لا أسمح لنفسي بأي أعذار. أريد دائماً اللعب بأفضل ما لدي، وتقديم الأداء المنتظر.. من الصعب أن تكون غائباً وغير قادر على تقديم المساعدة، لكنني عدت الآن، وأنا متفائل”.
وكان إيزاك قد شارك كبديل، بعد تعافيه من إصابة في الفخذ، خلال خسارة السويد 4-1 أمام سويسرا يوم السبت، لكنه لم يتمكن من التسديد على المرمى.
ويغيب إيزاك منذ 22 أكتوبر بسبب الإصابة، ولا يزال غير مستعد لبدء المباريات بشكل أساسي.
بداية باهتة
لم يتمكن المهاجم السويدي من تقديم بداية قوية مع ليفربول، بعد أن أمضى معظم الصيف يتدرب بمفرده، في محاولة للضغط على إدارة نيوكاسل للسماح له بالانتقال إلى ملعب أنفيلد.
جاء هدفه الوحيد حتى الآن في مباراة ضد ساوثهامبتون، متذيل ترتيب دوري الدرجة الأولى، في كأس كاراباو، على الرغم من أنه لا يزال يؤمن بقدرته على تغيير الوضع.
وقال إيزاك: “لا يوجد شيء سهل في كرة القدم. مع الخبرة تتعلم كيفية التعامل مع الأمور، سواء كانت إصابات أو غير ذلك. تتعلم كيف تعود إلى المسار الصحيح. الإصابة دائماً محبطة، سواء كانت لمباراة واحدة أو أكثر. إنها دائماً الأسوأ بالنسبة للاعب نفسه”.
تلقى إيزاك دعماً معنوياً من زميله في المنتخب السويدي، أنتوني إيلانجا، الذي انضم إلى نيوكاسل في الصيف الماضي.
وقال إيلانجا: “نحن نعرف جودة أليكس، والأمر كله يتعلق بالثقة به، ومنحه الإيمان الكامل.. إنه لاعب كبير.. لا تحصل على هذا المبلغ، ولا تنتقل إلى نادٍ مثل ليفربول، إذا لم تكن جيداً.. يجب فقط منحه الوقت”.
وعلى الرغم من أن رحيل إيزاك عن نيوكاسل جاء بعد فترة قصيرة من انضمام إيلانجا، أكد الأخير أنه لم يشعر بأي استياء من الأمر، مضيفاً: “لا، هذا غير صحيح. كل ما قاله لي هو أحسنت، وأتمنى لك كل التوفيق”.
مسيرة متميزة
“إلكسندر إيزاك” هو مهاجم سويدي وُلِد في 21 سبتمبر 1999 في مدينة سولنا السويدية، ويُعتبر من أبرز المواهب في كرة القدم الأوروبية في السنوات الأخيرة، ويشتهر بطوله الفارع، وسرعته، وقدرته على المراوغة، والتسجيل، والتحرك بذكاء داخل منطقة الجزاء.
تعود أصوله إلى إريتريا، ويشتهر بتواضعه الشديد خارج الملعب، وانضباطه داخله.
بدأ إيزاك مسيرته في أكاديمية نادي أيك السويدي، قبل أن يتم تصعيده إلى الفريق الأول في موسم 2015-2016، وقدم بداية قوية جعلته أصغر لاعب يسجل هدفاً مع النادي. لفتت موهبته أنظار كشافي الأندية الكبرى بعد موسم رائع، ليصبح لاحقاً أصغر لاعب يسجل للمنتخب السويدي أيضاً.
في يناير 2017، انتقل المهاجم الشاب إلى بوروسيا دورتموند الألماني، في صفقة أثارت الكثير من الجدل والتوقعات. لكنه واجه صعوبة في الحصول على مكان أساسي في التشكيلة، بسبب المنافسة مع نجوم كبار، لذا كانت مشاركاته محدودة، ولكنه استغل الفترة في تطوير مهاراته البدنية والفنية.
وخلال فترة إعارة لنادي فيلم تو تيلبورخ الهولندي، في موسم 2018-2019، تألق إيزاك تهديفياً، وسجل 12 هدفاً في أول 12 مباراة بالدوري. وأصبح أول لاعب يسجل ثلاث ركلات جزاء في مباراة واحدة بالدوري الهولندي.
نجومية في ريال سوسيداد
بعد ذلك، انتقل “ألكسندر إيزاك” إلى إسبانيا، حيث لعب في صفوف ريال سوسيداد في عام 2019، ليبدأ فصلاً جديداً من التألق، حيث أحرز 33 هدفاً في 105 مباريات في الليجا، وفاز بكأس ملك إسبانيا في موسم 2019-2020.
سجل إيزاك أول هاتريك له في الليجا أمام ديبورتيفو ألافيس، ليصبح أول لاعب سويدي يحقق هذا الإنجاز منذ عام 1949، وأثبت نفسه كمهاجم متعدد الاستخدامات، سواء كمحطة لزملائه، أو كمهاجم ديناميكي يتحرك بين الخطوط.
في أغسطس 2022، انتقل إيزاك إلى نيوكاسل يونايتد في صفقة قياسية، وسرعان ما أصبح النجم الأول للفريق. وخلال موسم 2023-2024، سجل “ألكسندر إيزاك” 21 هدفاً في الدوري الإنجليزي، مما جعله يتجاوز رقم “إبراهيموفيتش” كأكثر لاعب سويدي يسجل في موسم واحد في الدوري الإنجليزي الممتاز. كما فاز بكأس الرابطة الإنجليزية مع فريقه السابق في الموسم الماضي.
في صيف 2025، وقع الدولي السويدي مع ليفربول في صفقة وصلت إلى 130 مليون جنيه إسترليني، ليصبح أغلى لاعب في تاريخ النادي العريق، لكنه لم ينسجم مع الريدز ويقدم مستواه المعهود حتى الآن.
