يسعى نادي برشلونة إلى تهدئة الوضع المتوتر مع الاتحاد الإسباني لكرة القدم، والجدل الدائر حول لاعبه الشاب “لامين يامال”، الذي خضع لعملية جراحية غير متوقعة قبل ساعات قليلة من بدء معسكر المنتخب الإسباني يوم الاثنين الماضي.
أفادت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الكتالونية بأن العلاج الذي تلقاه “لامين يامال” لتخفيف أوجاع العانة، أثار خلافًا جديدًا بين إدارة “البارسا” ومسؤولي الاتحاد الإسباني.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “مع ذلك، لا يبدي النادي الكتالوني أي معارضة، ويؤكد أن هدفه الرئيسي هو الحفاظ على سلامة اللاعب الجسدية، وقد أبلغ الاتحاد الإسباني بذلك”.
وكشفت “موندو ديبورتيفو” نقلاً عن مصادر داخل نادي برشلونة أن مسؤولي “البارسا” تواصلوا مع أطباء الاتحاد الإسباني لكرة القدم مساء الأحد عقب مباراة الفريق ضد سيلتا فيجو في الدوري، لإبلاغهم بأن “يامال” سيخضع لفحوصات طبية متقدمة بإشراف طبيب من خارج النادي، صباح الاثنين، لتقييم دقيق لألم العانة.
وأوضح تقرير الصحيفة أنه “في ذلك الوقت، لم يكن برشلونة يعلم أن الطبيب البلجيكي شيلدرز سيوصي بإجراء عملية جراحية عاجلة للاعب الشاب، تستلزم فترة راحة”.
وأردفت: “عندما أبلغ الطبيب البلجيكي برشلونة بفوائد هذه العملية، وتم اتخاذ القرار بالفعل، أبلغ برشلونة الاتحاد حوالي الساعة الواحدة ظهرًا، وأن يامال سيحتاج إلى حوالي 4 أو 5 أيام راحة، وقد أكد الاتحاد الإسباني بالفعل أنه علم بهذا القرار المفاجئ قبل حلول الساعة الثانية ظهرًا”.
وكشفت “موندو ديبورتيفو” سبب تأخر الإعلان الرسمي من برشلونة، وهو أن الطبيب البلجيكي انتظر حتى سفره إلى لندن لكتابة تقريره الطبي الكامل عن حالة “لامين يامال”، وإرساله إلى إدارة النادي بعد وصوله إلى العاصمة البريطانية.
واختتمت بأنه عندما تسلم برشلونة التقرير الطبي من الخبير البلجيكي، أرسله إلى الاتحاد، وعندها ذكروا فترة راحة تتراوح بين 7 و10 أيام، فقرر الاتحاد استبعاد “لامين يامال” من معسكر منتخب إسبانيا في اليوم التالي.
بيان منتخب إسبانيا
بدأ الاتحاد الإسباني التعليق على هذه الأزمة ببيان يقول: “يرغب الجهاز الطبي للاتحاد الإسباني في التعبير عن دهشته واستيائه بعد معرفته في الساعة 13:47 من يوم الاثنين 10 نوفمبر/تشرين الثاني، يوم بدء التجمع الرسمي مع المنتخب الوطني، بأن اللاعب لامين يامال خضع في صباح اليوم نفسه لإجراء علاجي تدخلي باستخدام موجات الراديو لعلاج آلامه في منطقة العانة”.
وأضاف البيان: “تم إجراء هذا الأمر دون أي إشعار مسبق للجهاز الطبي للمنتخب، ولم نطلع على التفاصيل إلا عبر تقرير وصلنا الساعة 22:40 مساء أمس، والذي تضمن توصية طبية بالراحة لمدة 7-10 أيام”.
وأعرب الألماني هانز فليك، مدرب برشلونة، عن انزعاجه من مشاركة “لامين يامال” بشكل مكثف مع منتخب إسبانيا في التوقف الدولي الأخير على الرغم من الإرهاق الذي كان يعاني منه، وأكد أن إرهاقه هو السبب وراء إصابته في منطقة العانة.
ورد دي لافوينتي على فليك، حيث قال في تصريحات نقلتها صحيفة “آس” الإسبانية: “لو كان لديّ ما أقوله لزميل لقولته سرًا”، معبراً عن غضبه من تصريحات فليك العلنية.
وأوضح: “لا أفعل ذلك بشكل علني، لأنني قد أكون مخطئًا، لقد فقدت التعاطف مع فليك لأنه كان مدربًا لمنتخب ألمانيا، وإلا فلا مشكلة معه”.
وتابع: “لم يخبرونا بأي شيء حينها، لم يخبرنا يامال بأي ألم في العانة، فقط أخبرنا أنه يوجد ألم أسفل الظهر”.
وأكمل: “لامين حزين، إنه لاعب ملتزم ومحبوب للغاية مع المنتخب، لقد غادر حزينًا للغاية، كان يتطلع لخوض هذه المباريات، يريد أن يقدم موسمًا رائعًا مع ناديه، كما أن الفوز بكأس العالم محفور في عقله”.
وشدد: “هو أكثر من يعاني حاليًا، يتمنى دائمًا العودة، من يقول غير ذلك فهو كاذب أو لديه نوايا سيئة”.
وأتم: “يمكن وضع خطة لتدوير اللاعبين ومنحهم الراحة والفرص للمشاركة، لكن كرة القدم أحيانًا ما تأخذنا في اتجاه مختلف، نحاول إدارة دقائق لعبهم بعناية مع الأخذ في الاعتبار أن لدينا مباراتين مهمتين للغاية”.
وحرص النادي الكتالوني على اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمتابعة حالة اللاعب عن كثب، بعد أن شعر الجهاز الفني بقيادة الألماني هانز فليك بضرورة التأكد من تطورات إصابته الأخيرة.
وبحسب صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، سعى برشلونة إلى الحصول على رأي متخصص وموثوق في هذا الأمر، لذلك استعان بطبيب بلجيكي يعتبر من أبرز الخبراء في علاج إصابات العضلة العانية (الفتق الرياضي).
ويعتبر هذا الطبيب من الشخصيات البارزة عالميًا في هذا المجال، حيث سبق له التعامل مع أكثر من 3 آلاف حالة مماثلة بين الرياضيين، وخاصة لاعبي كرة القدم وكرة السلة.
