وشددت الطبال قائلة: “الفعل الإنساني في وجه الجريمة ليس خياراً، بل التزام علينا وأقل واجب. أسطول الصمود لا يقدم حلاً عسكرياً، بل حجّة أخلاقية وسياسية تضيء على غزة والإبادة فيها. فغزة هي التي منحت الأسطول قوّته الحقيقية”.
تعود مشاركة الطبال إلى عام 2009 عندما ساهمت في تنظيم سفينة الحرية التي انطلقت من ميناء طرابلس شمال لبنان، حاملةً مواد الإغاثة من طحين ودواء لدعم سكان غزة.
وتذكر أنها كانت جزءًا من فريق مكون من 13 ناشطًا على متن سفينة “أسطول الصمود”، وكان من بينهم برلمانية أوروبية، وطبيبان وممرضة فرنسيان، وناشطة يونانية، وصحفي إسباني، بالإضافة إلى نشطاء أتراك.
إلا أن الرحلة سرعان ما تحولت إلى تجربة مريرة بعد أن اعترضتهم البحرية الإسرائيلية واقتادتهم إلى ميناء أسدود، ثم إلى سجن كتسيعوت الواقع في صحراء النقب، والمعروف بظروفه القاسية.
وتوضح: “اعتقدنا أنهم سيقتادوننا إلى عسقلان، لكنهم نقلونا إلى النقب حيث السجن عالي الأمن. هناك التعذيب النفسي والجسدي كان كارثياً”.
وكشفت الطبال عن تعرض النشطاء لاعتداءات وضرب مبرح، بما في ذلك البرلمانية الأوروبية ريما حسن وبرلمانية جزائرية مسنة. وأضافت: “شرطية ضربت رأسي بقطعة حديد، وشغّلوا هواءً ساخناً ثم بارداً علينا لإرهاقنا، وأغرقونا بالشتائم والتهديدات”.
وذكرت أيضاً أنهم صادروا أدويتهم، بما في ذلك أدوية مرضى السرطان، ووضعوهم في زنازين ضيقة بلا ماء أو طعام، مردفة: “في سجن كتسيعوت، وُضعتُ في زنزانة رقم 7 تضمّ 14 شخصاً. لم نرَ الشمس طوال أيام”.
وتصف الطبال لحظة دخول وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى السجن وهو يصرخ قائلاً: “أنتم إرهابيون، تساندون من يقتلون أطفالنا، وستظلون مدى الحياة في السجون”.
وتتابع: “لم نُجبه، كنا مرهقين ولم نخَف، فقط انتظرنا أن ينهي كلامه”.
وعلى الرغم من التعذيب، تروي الطبال لحظات مؤثرة عاشتها مع المعتقلين: “كنا نغني داخل الزنازين، نصنع سفناً صغيرة من الخبز ونتركها على الشبابيك كتذكار من أسطول الصمود. وجدنا رسائل من أسرى فلسطينيين إلى عائلاتهم لم تصل يوماً إليهم”.
وتؤكد الطبال أن الملايين الذين تظاهروا في مختلف أنحاء العالم كانوا شركاء معنويين في كسر الحصار عن غزة، مؤكدة أنها “ستشارك مجدداً في أي محاولة إنسانية لكسر الحصار، لأن غزة تستحق”.
وفي ختام حديثها، لفتت الطبال الانتباه إلى أن عدد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية يبلغ 21 أسيرًا، إضافة إلى يحيى سكاف المعتقل منذ عام 1978، مشيرة إلى أن المعلومات تصلهم عبر محامين فلسطينيين يزورون المعتقلات، حيث يُحتجز بعض اللبنانيين في زنازين تحت الأرض تُعرف بـ”الصناديق” بسبب عدم دخول الضوء إليها.
