وأضاف “نتنياهو”، الذي تطالب المحكمة الجنائية الدولية بمحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب، أن الجيش سيعمل على زيادة عدد القوات النظامية وتدعيم وحدات الاحتياط بصورة ملحوظة.
وجاءت تصريحات “نتنياهو” خلال حضوره منتدى لكبار قادة قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، وفقًا لبيان صادر عن مكتبه، دون تحديد مكان انعقاد هذا المؤتمر.
وأوضح “نتنياهو” أن “قوات الاحتياط عنصر أساسي وجوهري في بنية الجيش”، مشيرًا إلى أن “أعداء إسرائيل أخطأوا في حساباتهم عندما ظنوا أن قواتنا الاحتياطية لن تعود إلى التعبئة”، على حد قوله.
وعلى الرغم من اللهجة المتفائلة التي تحدث بها “نتنياهو” عن مستقبل الجيش، إلا أن الجيش الإسرائيلي يواجه تحديات كبيرة بسبب نقص أعداد الجنود، الأمر الذي دفعه إلى تجنيد النساء واليهود من الخارج لتعويض هذا النقص.
وكان موقع “والا” قد كشف في شهر آب الماضي عن أن الجيش قام بتجنيد حوالي 5000 امرأة في مهام قتالية خلال العام المنصرم، وذلك في ظل النقص الحاد في وحدات الاحتياط وارتفاع أعداد المتهربين من الخدمة العسكرية، خاصة بين اليهود المتشددين (الحريديم).
وتشير التقديرات الرسمية داخل الجيش الإسرائيلي إلى وجود عجز يتجاوز 12 ألف جندي، وهو الأمر الذي يفرض ضغطًا متزايدًا على القدرات العملياتية للجيش.
وفي محاولة للتغلب على هذا النقص، يسعى الجيش إلى جذب مجندين من اليهود المقيمين في الخارج بمعدل 700 شخص سنويًا، وذلك ضمن خطط تهدف إلى تعزيز الموارد البشرية العسكرية.
وتأتي تصريحات “نتنياهو” في أعقاب تقارير إسرائيلية كشفت عن تدهور في الحالة النفسية والمعنوية لجنود الجيش. فقد ذكرت هيئة البث الإسرائيلية في الأسبوع الماضي أن تقريرًا صادرًا عن مركز البحوث والمعلومات في الكنيست قد سجل 279 محاولة انتحار في صفوف الجيش خلال الفترة ما بين كانون الثاني 2024 وتموز 2025، بينما أشارت صحيفة “هآرتس” إلى أن 36 جنديًا لقوا حتفهم انتحارًا خلال الفترة نفسها.
كما نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن بيانات رسمية أن 1152 جنديًا إسرائيليًا قد قتلوا منذ 7 تشرين الأول 2023 في غزة ولبنان والضفة الغربية المحتلة، وغالبيتهم من أفراد الاحتياط والمسؤولين والجنود الذين قاموا بتمديد خدمتهم بعد انتهاء المدة الإلزامية.
وفي السياق نفسه، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن حوالي 80 ألف إسرائيلي تم تصنيفهم على أنهم مصابون بأعمال عدائية، بينما يعاني 30 ألف آخرون من اضطرابات نفسية منذ بداية الحرب في تشرين الأول 2023.
