أعرب هانز فليك، المدير الفني لبرشلونة، عن بالغ سروره بمستوى فريقه خلال الفوز على إلتشي (3-1) في الجولة الحادية عشرة من الدوري الإسباني. وأكد أن أكثر ما أسعده هو الضغط المتقدم والروح القتالية التي أظهرها اللاعبون طوال مجريات اللقاء.
وصرح فليك عقب المباراة: “أنا سعيد جدًا بالفريق. أحببت أداء اللاعبين وطريقة الضغط. لقد لعبنا بشكل أفضل من المباريات السابقة، وضغطنا ككتلة واحدة وامتلكنا الكرة بشكل جيد. الأهداف الأولى جاءت نتيجة هذا الضغط، وهذا ما أريده من فريقي”.
وأشار المدرب الألماني إلى أن الأولوية بالنسبة لبرشلونة في الوقت الراهن، هي المواصلة في جمع النقاط وتطوير الأداء بصورة تدريجية.
وأفاد: “ما يهم اليوم هو الفوز. أمام فريق يعجبني كثيرًا مثل إلتشي، مارسنا الضغط بكثافة وخلقنا العديد من الفرص، لكن لم نستغلها جميعًا. الخطوة بخطوة، هذا هو المهم الآن”.
وحول مستوى المنافس، قال هانز فليك: “إلتشي فريق أعجبني، حاول امتلاك الكرة ولعب بشجاعة”.
وفيما يتعلق بغياب بيدري، أوضح فليك أن الفريق يدرك تمامًا أهميته، لكنه أكد على ضرورة التعامل معه بحذر.
وأضاف: “الجميع يعرف أن بيدري لاعب استثنائي، ونود دائمًا وجوده معنا، لكن علينا أن نكون حذرين. الأهم اليوم أننا فزنا وقدم اللاعبون أداءً جيدًا رغم الغيابات”.
كما أثنى المدرب الألماني بشكل خاص على ماركوس راشفورد وفيران توريس، عقب تألقهما في المباراة، قائلاً: “ماركوس لاعب مذهل، وفيران قدم لحظات رائعة. أنا سعيد جدًا بهما، فهما كانا من أبرز عناصر الفريق في آخر حصتين تدريبيتين، وكان واضحًا ذلك في المباراة”.
وعن الجانب الدفاعي والأخطاء التي تسببت في استقبال الفريق هدفًا، علق فليك: “لو استغل الفريقان كل فرصهما، لانتهت المباراة بنتيجة 6-2 أو 5-2. لكن هذه خطوة جديدة للأمام، لدينا مباراتان قبل التوقف الدولي ونريد الفوز بهما، أولاهما في دوري الأبطال الأربعاء المقبل”.
وفي ختام تصريحاته، تناول فليك الحديث عن وضع لامين يامال، موضحًا أن الإصابة لا تزال تتطلب متابعة دقيقة: “علينا إدارة إصابته جيدًا، فهو منضبط ويؤدي العلاج كما يجب، لكن الإصابة تأتي وتذهب، ويجب التعامل معها بحذر”.
وعاد برشلونة إلى سكة الانتصارات في الدوري الإسباني، بالفوز بنتيجة (3-1) على إلتشي، مساء الأحد، على ملعب “لويس كومبانيس الأولمبي”، ضمن منافسات الجولة 11.
وسجل أهداف برشلونة في المباراة، كل من لامين يامال، فيران توريس، وماركوس راشفورد في الدقائق (9، 11، 61).
بينما سجل هدف إلتشي الوحيد رافا مير في الدقيقة 42.
وبهذا الفوز، رفع برشلونة رصيده إلى 25 نقطة في المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإسباني، بفارق 5 نقاط عن المتصدر ريال مدريد، بينما تجمد رصيد إلتشي عند 14 نقطة في المركز التاسع.
واستعاد برشلونة نغمة الفوز في الدوري، بعد خسارته في الكلاسيكو أمام ريال مدريد (2-1) في الجولة الماضية.
وبحسب شبكة “أوبتا” للإحصائيات، فإن لامين يامال سجل 17 هدفًا في 80 مباراة بالدوري الإسباني.
وفقط كيليان مبابي (23 هدفًا) سجل عددًا أكبر من الأهداف قبل بلوغه سن التاسعة عشرة في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى خلال القرن الحادي والعشرين.
أما فيران توريس، فقد أحرز هدفه 50 بقميص نادي برشلونة في جميع المسابقات (خلال 170 مباراة)، بواقع 25 هدفًا تحت قيادة تشافي هيرنانديز و25 هدفًا تحت قيادة هانز فليك.
بداية حافلة
بدأت المباراة على ملعب مونتجويك بإيقاع سريع، حيث بادر إلتشي بالهجوم منذ الدقيقة الأولى عندما أرسل جيرمان فاليرا كرة عرضية خطيرة داخل منطقة الجزاء، لكن أليخاندرو بالدي تدخل في اللحظة الأخيرة ليمنع رافا مير من التسجيل.
وفي الدقيقة الثانية، أظهر لامين يامال أول تهديد، حيث راوغ دفاع إلتشي داخل المنطقة ومرر كرة عرضية وصلت إلى دي يونج، لكن الحكم أوقف اللعب بداعي التسلل.
وحاول ماركوس راشفورد في الدقيقة الثالثة، اختراق دفاع الضيوف، لكن الكرة طالت منه وضاعت فرصة واعدة.
وبعد دقيقة واحدة، سقط رافا مير في مصيدة التسلل مجددًا، في مشهد تكرر مع زميله فاليرا في الدقيقة السادسة.
وفي الدقيقة التاسعة، افتتح البارسا التسجيل بهدف رائع من لامين يامال، الذي تلقى تمريرة مثالية من بالدي داخل المنطقة، وتلاعب بمدافع إلتشي بمهارة، ثم أطلق تسديدة يسارية قوية في الزاوية البعيدة، معلنًا تقدم أصحاب الأرض.
وبعد دقيقتين فقط، وتحديدًا في الدقيقة 11، أضاف فيران توريس الهدف الثاني بعد ضغط ناجح من فيرمين في منتصف الملعب، لينفرد الأخير ويمرر الكرة لتوريس أمام المرمى، الذي أسكنها الشباك بسهولة.
وتلقى إلتشي صدمة مبكرة، حيث وجد نفسه متأخرًا بهدفين في أول ربع ساعة.
وحاول الفريق الضيف استعادة توازنه، لكن دفاع برشلونة كان أكثر يقظة.
وفي الدقيقة 23، قطع القائد بيجاس تمريرة خطيرة من دي يونج نحو توريس، مانعًا هدفًا محققًا.
وواصل برشلونة ضغطه، وسدد فيرمين كرة قوية في الدقيقة 24 لكنها علت العارضة.
وفي الدقيقة 33، كاد فيرمين أن يسجل الهدف الثالث بعد أن غير الدفاع مسار تسديدته لتخرج بجوار القائم. وبعدها بدقيقة، رد راشفورد بتسديدة من خارج المنطقة، لكنها لم تجد طريقها نحو المرمى.
وفي الدقيقة 38، عاد المهاجم الإنجليزي ليهدد مرمى إلتشي مجددًا بتسديدة قوية اصطدمت بقدم أحد المدافعين وخرجت فوق العارضة.
ثم في الدقيقة 39، كاد فيران توريس أن يسجل هدفه الثاني، لولا تألق الحارس إيناكي بينيا.
وقبل نهاية الشوط الأول بثلاث دقائق، أعاد رافا مير الأمل لإلتشي، بعدما تلقى تمريرة رائعة من ألفارو نونييز، وانطلق بها بسرعة، وتغلب على أراوخو وسدد بقوة في القائم القريب، مقلصًا الفارق إلى 1-2 في الدقيقة 42. وبعد مراجعة الفيديو، تم تأكيد صحة الهدف في الدقيقة 43.
وكاد توريس أن يعيد الفارق إلى هدفين في الدقيقة 45+1 بتسديدة قوية داخل المنطقة، لكن بينيا تصدى لها ببراعة، لينتهي الشوط الأول بتقدم برشلونة (2-1).
ومع بداية الشوط الثاني، سنحت فرصة خطيرة لراشفورد في الدقيقة 46 بعد تمريرة بينية رائعة، لكنه سدد بجوار القائم.
وبعد ثلاث دقائق، أرسل فيباست كرة عرضية لإلتشي لم يلحق بها أندريه سيلفا.
وفي الدقيقة 51، ألغى الحكم هدفًا لبرشلونة أحرزه راشفورد بداعي التسلل على فيرمين.
وعاد إلتشي ليقترب من التعادل في الدقيقة 54، عندما سدد رافا مير كرة قوية ارتدت من العارضة، قبل أن يصطدم مجددًا بالقائم في الدقيقة 67.
لكن الرد الكتالوني جاء قاسيًا في الدقيقة 61، حين مرر فيرمين تمريرة ساحرة إلى ماركوس راشفورد، الذي استلم الكرة بمهارة، راوغ مدافعه، وأطلق قذيفة مدوية ارتطمت بالعارضة وسكنت الشباك، مسجلًا الهدف الثالث بطريقة رائعة.
وفي الدقائق التالية، انخفض الإيقاع قليلًا مع محاولات متبادلة من الجانبين، كان أبرزها تسديدة لامين يامال في الدقيقة 77 التي علت المرمى بعد خطأ من الحارس بينيا، ليضيع الهدف الرابع.
واستمرت سيطرة برشلونة في الدقائق الأخيرة من المباراة، ليضمن الفريق الكتالوني الفوز وحصد النقاط الثلاث.
