في خضم تصاعد التهديدات الإسرائيلية تجاه لبنان، وتصريحات عن استعداد “حزب الله” لاستعادة كامل جاهزيته العسكرية، أتى تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليضاعف من حدة التوتر في المنطقة، حيث صرح بأن “الأمور ستكون أفضل إن حققنا السلام عبر القوّة”. هذه العبارة تلخص منطق المرحلة الراهنة، حيث أصبح السلام مرهونًا بموازين القوى، لا بالاتفاقيات الدبلوماسية. وفي هذا الجو المشحون، يجد لبنان نفسه مرة أخرى في دائرة الخطر، مع وجود مؤشرات تنذر باحتمال عودة التصعيد العسكري.
الصحافي والكاتب السياسي: أسعد بشارة، يرى في حديث لـ ، أن “هناك التقاء، من دون أن يكون مقصودًا، بين إسرائيل وحزب الله، إذ إن الحديث عن استعادة الحزب لجهوزيته يشكّل توطئة لاستمرار التهديد الإسرائيلي باستئناف الحرب”.
ويضيف أن “المسألة لا تقتصر على التهديد أو التهويل، بل هناك استعدادات حقيقية لتوجيه ضربة إلى لبنان. لذلك، على لبنان أن يتحرّك بسرعة لحماية نفسه مجددًا من خطر الدمار والحرب، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال تطبيق قرارات الخامس والسابع من آب بشكل صارم، ومن دون اللجوء إلى لعبة شراء الوقت أو المماطلة. وعندما نصل إلى هذه المرحلة، يمكن القول إن لبنان قد حمى نفسه فعليًا من تجدّد الحرب”.
وفيما يتعلق بالمفاوضات التي تحدث عنها رئيس الجمهورية: العماد جوزاف عون، يوضح بشارة أنها “مفاوضات منصوص عليها في البند الثالث عشر من اتفاق وقف إطلاق النار، وليست اختراعًا أو اكتشافًا جديدًا، كما أنها ليست مبادرة منفصلة عن الاتفاق نفسه. وبطبيعة الحال، هناك ضغوط تُمارس لإجراء هذه المفاوضات، ولبنان قادر، إذا امتلك أدوات التفاوض وأولها سحب السلاح، على أن يكون في موقع أقوى، وإلا فسيبقى مجرّد كرة على الطاولة تُتقاذف كما في كل مرة”.
ارتباك في المشهد اللبناني بعد تصريح “ترامب”… والخطر يزداد وقراران حاسمان!
28 أكتوبر 2025
