
تراجع نتائج ليفربول، هزائم متتالية، مشاكل في الصفقات الجديدة وتراجع مستوى صلاح، عوامل أدت إلى تدهور أداء الفريق وتأخره في جدول الترتيب.
شهد ليفربول تراجعًا ملحوظًا في أدائه في الأسابيع الأخيرة، وتجسد ذلك في سلسلة من النتائج السلبية، كان آخرها الهزيمة على أرضه “أنفيلد” أمام مانشستر يونايتد بنتيجة 1-2 في الجولة الثامنة من الدوري الإنجليزي الممتاز.
هذه الهزيمة جمدت رصيد “الريدز” عند 15 نقطة، ليصبح الفريق، الذي كان متصدرًا في بداية الموسم، متأخرًا بفارق 4 نقاط عن المتصدر آرسنال.
الجدير بالذكر أن هذه الخسارة هي الأولى لليفربول على ملعبه أمام مانشستر يونايتد منذ يناير 2016، حيث حافظ الفريق على سجله خاليًا من الهزائم أمام غريمه على أرضه طوال العقد الماضي.
منذ الهزيمة أمام كريستال بالاس بنتيجة 1-2 في الجولة السادسة من الدوري الإنجليزي الممتاز، بدأ ليفربول في فقدان النقاط على مختلف الأصعدة، حيث تعرض لأربع هزائم متتالية.
خسر ليفربول في آخر ثلاث جولات في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام كريستال بالاس وتشيلسي ومانشستر يونايتد، بالإضافة إلى الهزيمة في الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا أمام غلطة سراي بنتيجة 0-1.
لأول مرة منذ عام 2014، يتلقى ليفربول سلسلة من أربع هزائم متتالية، مما يعكس التدهور المفاجئ الذي يشهده الفريق تحت قيادة المدرب الجديد.
يأتي ذلك بعد موسم حافل توج فيه الفريق بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وبداية قوية للموسم الحالي، بفضل انتصارات في اللحظات الأخيرة أظهرت إصرار الفريق على الفوز حتى النهاية.
على عكس التوقعات، جاء التدهور المفاجئ في أداء “الريدز”، خاصة بعد الصفقات القوية التي أبرمها النادي في الصيف لتعزيز صفوف الفريق.
كان من المتوقع أن تكون صفقة ألكسندر إيزاك إضافة قوية لخط الهجوم بعد رحيل داروين نونيز، لكن الواقع جاء مخيبًا للآمال.
يبدو المهاجم السويدي، الذي تألق في نيوكاسل يونايتد، بعيدًا عن مستواه المعهود، ويفتقد إلى الانسجام والثقة أمام المرمى.
تفاقمت المشكلة بعد قرار المدرب بالتخلي عن المهاجم الفرنسي الشاب، الذي سجل بداية واعدة مع الفريق، من أجل منح الأولوية لإيزاك.
وهكذا، خسر ليفربول مهاجمًا واعدًا دون الاستفادة من الصفقة الكبيرة التي راهن عليها.
كما لم يقدم اللاعب الآخر المنتظر، المستوى المأمول حتى الآن، مما دفع المدرب إلى إجلاسه على مقاعد البدلاء مؤخرًا.
على الصعيد الدفاعي، ارتكب الفرنسي إبراهيما كوناتي أخطاء متكررة كلفت الفريق نقاطًا ثمينة، فيما لم يتمكن الوافد الجديد من إقناع المدرب، ليظل حبيسًا لمقاعد البدلاء، رغم مهاراته الهجومية اللافتة.
المفاجأة أن المدرب اختار تحويل لاعب الوسط الموهوب إلى مركز الظهير الأيمن في معظم المباريات، مما أضعف خط الوسط.
مع تراجع نتائج الفريق وتزايد الشكوك حول اختيارات المدرب الأخيرة، يبدو أن ليفربول يدفع ثمن قرارات الصيف.
فبدلًا من أن تكون الصفقات الجديدة جسرًا للبقاء في القمة، أصبحت عبئًا على الفريق، وإذا لم يصحح المدرب المسار سريعًا، فقد يتحول موسم “الريدز” من طموح المنافسة إلى صراع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
يعيش محمد صلاح واحدة من أكثر فتراته هدوءًا منذ انضمامه إلى ليفربول، حيث تراجع تأثيره الهجومي بشكل ملحوظ هذا الموسم مقارنة ببدايته القوية في الموسم الماضي، عندما كان قائدًا بلا منازع في خط الهجوم.
بعد مرور 11 مباراة في الدوري، سجل صلاح 3 أهداف فقط وقدم 3 تمريرات حاسمة في مختلف المسابقات، وهي أرقام متواضعة بالنسبة للاعب اعتاد على تسجيل الأهداف وصناعتها بوتيرة منتظمة.
الأسوأ من ذلك أن صلاح لم يسجل أو يصنع أي هدف منذ 20 سبتمبر الماضي، وهي الفترة التي شهدت هزائم ليفربول المتتالية، مما يعكس تأثير غيابه التهديفي على نتائج الفريق.
في الموسم الماضي، كان صلاح في قمة مستواه في نفس الفترة، حيث سجل أكثر من ضعف هذا العدد من الأهداف، وساهم بشكل مباشر في سلسلة الانتصارات التي وضعت ليفربول في سباق الصدارة، بتسجيله 7 أهداف وصناعته 6 أخرى خلال أول 11 مباراة.
أما هذا الموسم، فيبدو أن النجم المصري يعاني من إرهاق بدني وتراجع في الحدة الهجومية، بالإضافة إلى عدم الانسجام مع زملائه الجدد، خاصة بعد رحيل الظهير الأيمن أليكسندر أرنولد، وعدم وجود بديل ثابت في هذا المركز، وهو ما يؤثر على الشراكة بين اللاعبين.
غياب صلاح عن التسجيل لا يؤثر فقط على أرقامه الشخصية، بل على الفريق بأكمله، فعندما يتوقف هداف الفريق، يتوقف معه الإيقاع الهجومي للفريق.
وبينما يحاول المدرب إعادة الفريق إلى التوازن، تظل استعادة صلاح لمستواه ضرورة قصوى لإنقاذ موسم “الريدز” قبل فوات الأوان.
المصدر: لبنان اليوم