
لا تزال مأساة المهاجرين غير النظاميين تتكرر على السواحل الشمالية لفرنسا، حيث سجلت خلال اليومين الماضيين وفيات وإصابات في صفوف المهاجرين الذين حاولوا العبور إلى بريطانيا على متن قوارب صغيرة مكتظة، في مشهد يعكس حجم المخاطر التي تواجههم.
السلطات الفرنسية أعلنت أنها أنقذت نحو 400 مهاجر خلال 48 ساعة، بينهم أطفال ونساء، وسط ظروف مناخية قاسية وانخفاض شديد في درجات الحرارة. فقد جرى، أمس الأحد، إنقاذ ما لا يقل عن 176 مهاجراً بينهم عدد كبير من الجرحى، فيما عُثر على فتى فاقد الوعي على أحد الشواطئ ليفارق الحياة لاحقاً.أما السبت، فشهد عمليات إنقاذ واسعة شملت نحو 220 شخصاً في مناطق بولوني سور مير ودييب وكاليه شمالي فرنسا، غير أن المحاولات لم تخلُ من مآسٍ، إذ فارقت امرأتان صوماليتان الحياة رغم محاولات الإنعاش القلبي، وأصيب خمسة آخرون بجروح طفيفة، بينما عانى عدد من المهاجرين من انخفاض حاد في حرارة الجسم.وفي صباح اليوم نفسه، تم انتشال جثمان مهاجر آخر في مدينة غرافلين، ورجحت النيابة العامة في دونكيرك أن الوفاة وقعت قبل أيام قليلة. وبهذا ترتفع حصيلة الوفيات المسجلة منذ مطلع العام إلى 27 شخصاً على الأقل، وفق إحصاءات وكالة الصحافة الفرنسية المستندة إلى بيانات رسمية.في المقابل، سجلت بريطانيا السبت وصول نحو 895 مهاجراً على متن 12 قارباً صغيراً، بمعدل يقارب 75 شخصاً في كل قارب، وهو معدل مرتفع جداً يعكس ضغطاً متزايداً على السلطات البريطانية.وتأتي هذه التطورات في ظل تطبيق اتفاقية الهجرة الجديدة بين لندن وباريس التي دخلت حيز التنفيذ في آب الماضي، وتنص على مبدأ “واحد مقابل واحد”، أي إعادة مهاجر من بريطانيا مقابل السماح بدخول مهاجر آخر من فرنسا بشكل قانوني. لكن هذا الإجراء، الذي قوبل بانتقادات واسعة من منظمات غير حكومية ويواجه طعونا قضائية، ما زال محدود التأثير ولا يردع المهاجرين عن خوض رحلة الخطر عبر القنال الانكليزي.