“لم يكن من قبيل الصدفة أن تترافق الغارة الاسرائيلية في 21 ايلول الجاري التي أدت إلى سقوط خمسة شهـ.ـداء على مرأى ومسمع من اللجنة التقنية “الميكانيزم ” المولجة بمراقبة وقف إطلاق النار بموجب اتفاق وقف الاعمال العدائية بين لبنان واسرائيل، وذلك عقب اجتماعها في الناقورة، في حضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس مع التصريحات التي أدلى بها الموفد الاميركي إلى سوريا توم باراك، التي تضمنت أعنف تهديد اميركي للبنان، ما يذكر بتصريحات طاقم القيادتين السياسية والعسكرية الاسرائيلية، ناهيك عما سبق وأعلنته اورتاغوس نفسها. وكانت مسيَّرة إسرائيلية قد استهدفت دراجة نارية وسيارة في حي المسلخ في مدينة بنت جبيل، ما أدى إلى سقوط خمسة شهـ.ـداء من بينهم ثلاثة أطفال هم: سيلين، هادي، وأسيل، مع والدهم شادي صبحي شرارة، وإصابة والدتهم وشقيقتهم بجروح خطيرة، ومصرع سائق الدراجة محمد مروة. وما حصل في بنت جبيل سبقته غارة على مدخل مستشفى تبنين الحكومي أدت إلى سقوط شهـ.ـيد و11 جريحا من الاهالي. وكلتاهما ليستا سوى حلقة في سلسلة الجرائم الاسرائيلية الموصوفة ضد المدنيين، ورسالة ترهيب تستهدف أهلنا في قراهم ومدنهم في الجنوب، مثلها مثل كل الجرائم التي ترتكبها اسرائيل في قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا”.أضاف:” لقد أثارت الجريمة موجة عارمة من الإدانة والاستنكار سياسيا واعلاميا لبنانيا وعربيا ودوليا ومن المنظمات الانسانية كمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” وغيرها. واللافت أن الجريمة جاءت مع  التغطية الاميركية السافرة على لسان توم باراك حول نزع سلاح حـ.ـزب الله ووصف ما يحدث لبنانيا بأنه يقتصر على الكلام الذي تطلقه الحكومة التي يتوجب عليها أن تتحمل المسؤولية كاملة وتعمل على نزع السلاح ووقف تدفق الاموال على حـ.ـزب الله ، إذ إن لبنان يخشى نزع سلاحه لاعتقاده أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى حرب أهلية. وشدد على أنّ الولايات المتحدة لن تتدخل لمواجهة الحزب، سواء من خلال قواتها أو عبر القيادة المركزية الأميركية. وقال إن حـ.ـزب الله عدونا وإيران عدوتنا، ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي ومنع تمويلها.  وأشار بارّاك إلى أن “الوضع في لبنان صعب جداً .وأكد بارّاك أن إسرائيل لديها 5 نقاط في جنوب لبنان ولن تنسحب منها. والواضح من مثل هذا الكلام أن الموقف الأميركي يتبنى على نحو كامل وتفصيلي الموقف التصعيدي الاسرائيلي حيال لبنان عموما وجنوبه خصوصًا. وقد سبق وأعلن  عن ذلك صراحة السيناتور ليندسي غراهام لدى زيارته بيروت عندما تحدث عن الخطة “ب” بما هي الحرب على لبنان. وهو أيضاً يتماهى مع ما تكرره الموفدة أورتاغوس”.ختم:”كل هذه المواقف تؤشر إلى تطابق الموقفين الاميركي والاسرائيلي ما ينذر بأعلى درجة من المخاطر التي تتطلب صلابة الموقف اللبناني داخليا وتعميق الاتصالات السياسية والديبلوماسية عربيًا ودوليًا لكبح جماح العدوانية الاسرائيلية المتفلتة بعد أن ما تبلغ المسؤولون الللبنانيون أكثر من مرة بالمخاطر المحدقة من مراجع ديبلوماسية غربية”.