
نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية تقريراً جديداً تحدث فيه عن عملاء لإسرائيل نشطوا في لبنان قبل سنوات طويلة.
وتحدث التقرير عن عملاء برز اسمهم قبل سنوات طويلة في الثمانينات وهم محمود رافع والأخوين علي ويوسف الجراح، وأضاف: “لقد عمل الشقيقان مع الموساد منذ عام 1983 وحتى توقيفهما عام 2008، وتركز نشاطهما في البقاع ومنطقة المصنع الحدود اللبنانية – السورية، مع امتدادهما إلى دمشق وكفر سوسة. كان علي الجراح يتمتع بقدرة على إخفاء شخصيته الحقيقية، إذ عاش بين منازل عدة، واستفاد من سفرات متكررة إلى أوروبا والأردن وتركيا لتسهيل انتقاله إلى إسرائيل”.
وأكمل: “التحقيقات أظهرت أن الجراح حصل على تدريبات متطورة في التصوير والتنصت، وزُوّد بسيارات مجهّزة بكاميرات لرصد الضاحية الجنوبية، المخيمات الفلسطينية، ومناطق واسعة في دمشق، بينها كفر سوسة حيث اغتيل لاحقاً القيادي البارز في حـ.ـزب الله عماد مغنية عام 2008. كذلك، عُثر في منزل الجرّاح على أجهزة رقمية متطورة للتصوير والتشفير، إضافة إلى تسجيلات لمسح جغرافي كامل للبقاع. أيضاً ربطت تقارير أمنية عمله باستهداف الاحـ.ــتلال عبر الغارات المتكررة للمواقع فلسطينية في المنطقة منذ الثمانينيات”.
وذكر التقرير أن “محمود رافع، المولود عام 1949، شكّل نموذجاً للعميل الذي تجاوز حدود التعامل الفردي ليؤسس شبكة كاملة لمصلحة الموساد”، وأضاف: “منذ عام 1993، بدأ مشواره مع ضابط إسرائيلي يُدعى أيوب، حيث كان يزوّده بمعلومات عن مواقع ونشاطات حـ.ـزب الله في النبطية مقابل المال. لاحقاً، خضع رافع لتدريب في حيفا وصفد على أجهزة اتصال، ثم تولّى نقل متفجرات وأموال وتخزينها في مناطق لبنانية عدة”.
وأكمل: “كشفت اعترافات رافع بعد توقيفه عام 2006 خطورة نشاطه الذي تمثل في اغتيال القائدين في حـ.ـزب الله علي حسن ديب (1998) وغالب عوالي (2003)، واستهداف جهاد جبريل في بيروت (2002)، واغتيال الأخوين محمود ونضال مجذوب في صيدا (2006). كذلك، تورّط في زرع عبوات على جسر الناعمة والزهراني، وتنفيذ عمليات إرهابية أودت بحياة مدنيين. المحكمة العسكرية حكمت عليه بالإعدام عام 2008، مؤكدة أن نشاطه تخطى العمالة الفردية إلى قيادة شبكة منظمة شكّلت خطراً مباشراً على المجتمع اللبناني بأكمله.
ويختم التقرير بالقول إنه “اليوم، ومع تطور وسائل الاتصال والاختراق الإلكتروني، يصبح الخطر مضاعفاً”، وأضاف: “العمالة مع العـ.ـدو قد تبدأ برسالة عبر تطبيق مفتوح أو تواصل مع جهة مجهولة أو حتى من دون علمك أثناء حديثك على هاتفك والإدلاء بمعلومات لا يجب أن تقال. لذلك، يُعد الوعي المجتمعي ومعرفة أن الحرب في الوقت الحالي ترتكز على الحرب السيبرانية والمعلومات، والاحتياط في استخدام المنصات الرقمية أمراً حيوياً لمنع تكرار سيناريوهات مشابهة والغرق في مستنقع العمالة مع إسرائيل”.