
رعى وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين الاحتفال باليوم العالمي لسلامة المرضى الذي نظمته الجمعية اللبنانية للجودة والسلامة الصحية LSQSH تحت شعار “الرعاية الآمنة لكل مولود وكل طفل” بهدف تسليط الضوء على أهمية تعزيز سلامة الرعاية الصحية للأطفال وحديثي الولادة والسبل الكفيلة بجعل المستشفى صديقًا للطفل.
أكد الوزير ناصر الدين في الكلمة التي ألقاها “الأهمية التي توليها الوزارة لمكانة الطفل في المجتمع نظرًا لهشاشته وحساسيته مضيفا أن سلامة الطفل عامة والطفل المريض خاصة، هي من أثمن الأمانات التي تقع على عاتق الوزارة”.وتوقف عند “المعاناة التي يعيشها الأطفال في هذه الأوقات في غزة حيث يتعرضون لغطرسة عـ.دو لا يرحم وعدوان همجي وممنهج يستهدف الحاضر والمسقبل، فعندما يستهدف الأطفال يتم قتل المستقبل.كذلك استذكر “الأيام الصعبة التي عاشها لبنان في شهر أيلول العام الماضي قائلا إن العـ.ـدو يبدو متعاقدًا مع هذا الشهر ولديه روزنامة ينفذها فيه. وتابع أنه من غير الممكن إغفال أطفال إستهدفوا وهم في عمر الورد”، وقال: “إن هذا اليوم يحمل رمزية خاصة تعيد إلى الذاكرة الجريمة المروعة التي ارتكبها العـ.ـدو الإسرائيلي حين فجّر أجهزة البيجر ما أدى إلى استشـ.ـهاد ثلاثة أطفال وإصابة 113 طفلا بجروح بالغة نراها على أطرافهم ولا تزال دامية في قلوبهم”.واشار الى انه “كان حينها في مركز عمله في المستشفى عندما بدأ قدوم الجرحى إلى قسم الطوارئ وأطلق النداء لجميع الأطباء للتوجه إلى الطوارئ والإستنفار الكامل لمواجهة وضع كارثي. وقال الوزير الدكتور ناصر الدين إن ذاك اليوم كان يومًا أسود في تاريخنا وفتح أبواب المأساة على مصراعيها، وتواصلت بعدها الحرب لتحصد حتى اليوم أرواح 357 طفلا شهـ.ـيدًا وتترك 1610 أطفال جرحى إلى جانب آلاف الضحايا الآخرين”.وقال: “إن هذه ليست أرقامًا تتم تلاوتها في المناسبات وتسجيلها في التقارير، بل هي وجوه صغيرة غابت وأحلام لم تكتمل وابتسامات انطفأت قبل أوانها. هي جراح وآلام ما زالت تنزف وتثقل كاهل عائلات، كما تلقي على القطاع الصحي عبءًا يوميًا كبيرًا: متابعة الرعاية والعلاج لكل طفل محتاج، وتقديم الدعم النفسي لمن عاش تجربة تفوق قدرة أي إنسان على الإحتمال، فكيف بطفل صغير؟”.وتابع: “رغم ذلك، يزداد الإصرار مع التحديات القاسية. فهي تحفز أكثر من أي وقت مضى على توحيد الجهود، صحيًا وإنسانيًا، لنثبت أننا على قدر هذه المسؤولية، وأننا حين نحتفل باليوم العالمي لسلامة المرضى، فإنما نحتفل بها حقًا منذ البداية.. حماية للطفولة وصونًا للإنسان وحفاظًا على كرامة الحياة”.وشدد على أن “هذا هو العهد كوزارة صحة عامة، وهذا التزام شخصي في تحويل الشعارات إلى فعل ملموس على أرض الواقع. فحين نقول إننا نولي الطفل أهمية خاصة، تتم ترجمة هذا الأمر بمبادرات نوعية تطرح للمرة الأولى كتغطية عمليات زرع الكلى لمن هم دون الثامنة عشرة قبل أن تعود وتشمل كل الفئات العمرية، وإطلاق تطبيق كارول لتعزيز السلامة الصحية في دور الحضانة، وإطلاق برنامج أقوى لمساعدة ورعاية الأطفال جرحى الحرب”.