كتب ايلي الياس في” نداء الوطن”: حتى لا تضيع الفرصة التاريخية الراهنة ينبغي وضع جدول زمني واضح لاستيعاب السلاح تحت قيادة الجيش، مع مشاريع إعادة إعمار مرئية تُنفذ بإمرة الدولة لتبديد المخاوف وتثبيت شرعية الاحتكار. ويجب فصل “الخدمات” عن “السلاح” بتحويل شبكات الرعاية إلى الدولة والبلديات، واعتماد سياسة تواصل وطنية داخل البيئة الشيعية تعترف بمخاوفها وتقدم بديلًا أمنيًا وخدماتيًا ملموسًا بقيادة الدولة، لا خطابًا يزيد الاستقطاب. بالتوازي، يتطلب الأمر دبلوماسية واقعية تثبّت وقف النار وتُحدث إطار هدنة محدثة مع إسرائيل، وتؤمّن شراكات دعم للجيش وإعادة الإعمار تُصرَف عبر المؤسسات الوطنية حصرًا.

الخلاصة أن “الميثاقية” في قاموس “حـ.ـزب الله” تُستحضر حين تهدد قرارات الدولة سلاحه، وتُنفى حين يفرض أجندته على الدولة. هذه ليست ميثاقية؛ هذا ميزان قوّة فوق الدستور. إن كانت 5 و7 آب و5 أيلول محطات بداية، فامتحانها الحاسم هو: هل نُبقي “الميثاقية” حقًّا جامعً لحماية الدولة، أم نتركها شعارًا يُستدعى على الطلب لحماية سلاحٍ خارجها؟ الميثاقية الحقيقية اليوم اسمها واحد: سيادة الدولة، كاملة وغير منقوصة