في 11 أيلول 2001، اهتزّت نيويورك والعالم على وقع هجمات غيرت مجرى التاريخ. أربع طائرات مخطوفة، آلاف القتلى والجرحى، وجرح لم يندمل في ذاكرة الأميركيين والعالم بأسره. واليوم، بعد مرور 24 عاماً، يمكن القول إنّ ذلك اليوم لم يكن مجرّد حدث أمني، بل نقطة تحوّل غيّرت السياسة والاقتصاد والأمن وحتى أنماط الحياة حول العالم.








 
فمن رحم تلك اللحظة، وُلدت “الحرب على الإرهاب” التي شكّلت شعاراً لإدارة جورج بوش الابن، لتتوسّع لاحقاً نحو أفغانستان والعراق وتعيد رسم الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط. سقط نظام طالبان في 2001 ثم عاد بعد عقدين أقوى، بينما أدّى غزو العراق عام 2003 إلى إسقاط صدام حسين لكنه أطلق دوامة من الفوضى والصراعات الطائفية، وصولاً إلى ظهور تنظيم “داعـ.ـش”.
هذا في السياسة، أما في الأمن فلم يعد السفر كما كان. تفتيش صارم، قوائم مراقبة، أجهزة مسح متطورة، وقيود على السوائل والأمتعة. تحوّلت المطارات إلى خطوط دفاع أولى، وأصبح المواطن العادي يعيش يومياً تداعيات تلك الهجمات من خلال إجراءات أمنية باتت جزءاً من روتين السفر العالمي. كما واطلقت هذه الأحداث سباقاً محموماً نحو تعزيز أنظمة المراقبة وتوسّع دور شركات التكنولوجيا العملاقة في تزويد الحكومات بالبيانات، وارتفعت النقاشات حول التوازن بين الحرية الفردية والأمن القومي.وشكّلت المنطقة المسرح الأوسع لتداعيات 11 أيلول. من الحربين إلى “الربيع العربي”، ومن أزمات اللاجئين إلى الصراعات الممتدة في سوريا واليمن وليبيا، تداخلت آثار تلك اللحظة مع مسارات الانقسام الإقليمي. كما أفرزت تغييرات في العلاقات الدولية، أبرزها اتفاقيات التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل تحت المظلّة الأميركية.العالم ما بعد 11 أيلول
اليوم، بعد 24 عاماً، يمكن القول إنّ “الحرب على الإرهاب” تراجعت كأولوية مطلقة لتحلّ مكانها تحديات جديدة الا ان إرث 11 أيلول لا يزال حاضراً في البنية الأمنية والسياسية للعالم، وفي الذاكرة الجمعية التي تتذكر كيف يمكن لحدث واحد أن يقلب موازين الكوكب.


المصدر:
خاص لبنان24