
تؤكد المعطيات السياسية أنّ غالبية القوى السنية في لبنان حسمت خياراتها باتجاه التماهي مع التوجهات السعودية والعربية، إدراكاً منها لأهمية الدور الذي تلعبه المملكة في حفظ سيادة لبنان واستقلاله ودعم استقراره وسط الأزمات المتلاحقة. هذا التموضع يعكس قناعة متزايدة لدى الأوساط السنية بأن حماية المصلحة الوطنية تمرّ عبر الانخراط في المشروع العربي الذي تقوده الرياض.
غير أنّ هذا المشهد المتماسك يكسره استثناء واضح يتمثل بثلاث شخصيات بارزة هي الرئيس السابق نجيب ميقاتي، النائب جهاد الصمد، والرئيس السابق سعد الحريري، إذ تبدو مواقفهم إمّا أقرب إلى حزب الله وإمّا متمايزة عن الخط السعودي في لبنان. وبذلك يضعون أنفسهم خارج المزاج السني العام الذي اختار الالتزام بخيار عربي صريح عنوانه الشراكة مع المملكة والوقوف خلفها في مسعاها لتعزيز استقرار لبنان وصون سيادته.