
كتب ميشال نصر في” الديار”:برزت زيارة قائد القيادة الوسطى الأميركية، الأدميرال مايكل كوبر، إلى بيروت كحدث دقيق التوقيت والأبعاد. غير أن ما استوقف الأوساط السياسية والأمنية اللبنانية لم يكن مجرّد الزيارة، بل القرار اللافت الذي اتخذه كوبر بمغادرة بيروت سريعاً إلى قبرص، دون عقد لقاءات موسعة مع المسؤولين السياسيين اللبنانيين، على أن يعود لاحقاً إلى الناقورة، حيث مقر قيادة قوات اليونيفيل، على ما تقصدت السفارة الاميركية تسريبه.
مصادر متابعة، قرات في تصرف كوبر، تحولا استراتيجيا دقيقا في نمط التعامل الأميركي مع الملف اللبناني في هذه المرحلة الحرجة، خلافا لما كان يحصل سابقا.
من هنا والكلام للمصادر يمكن وضع ما حصل ضمن السياقات الاتية:
– خضوع التحركات العسكرية الأميركية لحسابات دقيقة، نظراً الى حساسية الساحة اللبنانية.
– دقة الأوضاع السياسية في بيروت، خاصة بعد انسحاب الوزراء الشيعة من جلسة الحكومة، وتصاعد الخطاب المناهض للدور الأميركي، اذ المحت المعلومات الى ان مغادرته الى قبرص ارتبطت بتوصيات أمنية وتقييمات استخباراتية بتجنب البقاء في العاصمة اللبنانية في هذا التوقيت.
علما ان معطيات امنية تحدثت عن رفع تعزيز اجراءات الحماية للسفارة الأميركية في عوكر، قبيل ساعات من وصول كوبر، بناء على تقارير استخباراتية أميركية بأن هناك تهديدات ترتبط بمبنى السفارة ومحيطها، حيث تم استقدام مجموعة من القوات الخاصة القوة المولجة
اساسا تامين المبنى ومحيطه. علما ان الادميرال قام بتفقد الوحدة الاميركية المتمركزة في الجزيرة، والتي تسير رحلات استطلاع فوق الجنوب بشكل دوري مستخدمة طائرات من دون طيار من نوع “MQ9” مزودة بالصواريخ والقنابل، حيث اطلع على تقارير المراقبة، والمعلومات التي تم جمعها.
وختمت المصادر بان ألغاز تلك الزيارة تكاد لا تنتهي، فكوبر واورتاغوس اللذان انتقلا الى الناقورة على متن طوافتين من نوع بوما انطلقتا من قاعدة حامات، التي توجد فيها قوات اميركية خاصة، الى مطار رفيق الحريري الدولي، ومنه الى الناقورة، اصرا على استخدام طوافة اليونيفيل، خلال جولتهما الاستطلاعية على طول الحدود دون مرافقة من قبل أي ضابط لبناني.