
كتب داوود رمال في” نداء الوطن”: تزداد الخطورة مع المعطيات الدبلوماسية المتداولة عن رفض إسرائيل للورقة الأميركية التي طرحت في الآونة الأخيرة كإطار للحل، ووجود توجه لدى نتنياهو لتوسيع رقعة الاحـ.ــتلال الإسرائيلي في بعض المناطق اللبنانية. الأخطر أن السيناريوات المطروحة لا تقتصر على الجنوب وحده، بل تشمل احتمال لجوء إسرائيل إلى عمليات كوموندوس في منطقة البقاع، على غرار ما تنفذه في سوريا، بحيث تستهدف منشآت أو مخازن أسلحة لـ “حـ.ـزب الله”. وهذا يعيد إلى الأذهان حقبة الثمانينات عندما أقدمت إسرائيل على اختطاف قيادات لبنانية مثل أبو علي الديراني والشيخ عبد الكريم عبيد، في خطوات كانت تهدف إلى إرباك الواقع الداخلي وتغيير موازين القوى.
ولا يقتصر التهديد عند هذا الحد، بل يتعداه إلى احتمال توسع إسرائيل في منطقة جبل الشيخ، حيث تعمل على تعزيز مواقعها العسكرية وفتح طرقات جديدة تسهل لها التوغل باتجاه الداخل اللبناني. في حال تحقق هذا السيناريو، سيجد لبنان نفسه أمام معادلة شديدة الخطورة، وهي احتلال في الجنوب واحتلال آخر في البقاع، وهو ما يعني خلطًا شاملًا للأوراق العسكرية والسياسية، وتفجيرًا لمعادلة الاستقرار الممسوك، وربما إدخال لبنان في مرحلة أشد تعقيدًا من الحرب الإسرائيلية الأخيرة.التحدي المطروح أمام اللبنانيين اليوم يتجاوز مسألة إقرار خطة الجيش لحصر السلاح بيد الدولة، وهذا الأمر يفترض أن يكون من البديهيات، ليصل إلى مستوى رسم معادلة وطنية متماسكة تحصّن الداخل وتمنع إسرائيل من استغلال أي شرخ. فالقرار يجب أن يكون لبنانيا بالكامل، وأن يُبنى على شراكة حقيقية بين المكونات كافة، لأن أي إخلال بهذه القاعدة سيجعل من الساحة اللبنانية مسرحًا مفتوحًا أمام مشاريع خارجية لا ترى في لبنان سوى ساحة لتصفية الحسابات، وهنا تكمن مسؤولية “حـ.ـزب الله” في الاقتناع بأن الحل هو بأن تكون الدولة بمؤسساتها هي الحامية للجميع، وأن يكون الجميع على قدم المساواة تحت سقف الدستور والقانون.