
وسط محادثات دبلوماسية مكثفة مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا، حذّر مسؤول إيراني رفيع من قدرة طهران على استهداف الولايات المتحدة بصواريخها، في تصريحات تبدو أكثر تهديداً رمزيّاً منها واقعية على المدى القريب. جاء ذلك مع اقتراب الموعد النهائي للمفاوضات النووية بنهاية آب الجاري، في وقت يشكك فيه خبراء عسكريون بإمكانية تنفيذ تهديد كهذا.
وأفاد تقرير لموقع “ناشيونال سكيورتي جورنال”، أن هذه التصريحات تأتي في ظل مخاوف من تجدد الضربات الإسرائيلية على إيران، وإمكانية دعم أميركي لها، مما دفع طهران لإطلاق تهديدات مباشرة ضد الأراضي الأميركية.وكان أمير حياة مقدم، عضو البرلمان الإيراني ولجنة الأمن القومي، قد قال في مقابلة مع قناة “ديدبان إيران” إن القوة الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري تعمل منذ عقدين على تطوير القدرة على ضرب الولايات المتحدة من البحر، مضيفاً: “يمكننا استهداف أميركا من السفن الإيرانية، وهذه التقنية في متناول أيدينا”. لكنه استدرك بأن تحقيق ذلك يتطلب تحريك السفن الحربية إلى مسافة 2000 ميل من السواحل الأميركية لإطلاق صواريخ متوسطة المدى، وهي مناورة محفوفة بالمخاطر.وتتمتع إيران بأكبر ترسانة صاروخية في الشرق الأوسط، تشمل آلاف الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، إلا أنها تفتقر إلى صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على الوصول المباشر إلى الأراضي الأميركية. وفق حياة مقدم، يمكن للصواريخ الإيرانية الحالية استهداف دول أوروبا الغربية والشرقية مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، لكن ضرب واشنطن أو نيويورك يتطلب نشر سفن قرب السواحل الأميركية، وهو تحرك قد تتصدى له القوات الأميركية بسهولة بفضل دفاعاتها الجوية المتقدمة.وتأتي هذه التهديدات في وقت يواصل فيه الغرب وإسرائيل متابعة برنامج إيران النووي، في حين يرى محللون أن التصريحات تهدف أساساً إلى ردع واشنطن عن دعم أي هجمات إسرائيلية مستقبلية، وتعزيز موقف إيران داخلياً أمام جمهورها.ويشير الخبراء إلى أن العقبات التكنولوجية والصناعية تحول دون تطوير إيران لصواريخ عابرة للقارات قادرة على حمل رؤوس نووية لمسافات تزيد على 2000 ميل، مما يجعل تهديد ضرب الأراضي الأميركية غير واقعي في المدى القريب. كما أن تنفيذ مثل هذه العملية سيستفز رداً أميركياً سريعاً وحاسماً، نظراً لتفوق الولايات المتحدة في القدرات البحرية والدفاعية.