أكد برنامج التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) رسميًا وقوع المجاعة في محافظة غزة، في أول تأكيد من نوعه في الشرق الأوسط، مع تحذير من اتساعها خلال أسابيع إلى دير البلح وخان يونس. ويأتي الإعلان بينما تكثّف إسرائيل عملياتها في مدينة غزة، ما يدفع مزيدًا من العائلات إلى النزوح المتكرر في ظروف معيشية كارثية. 
بحسب تقديرات الـIPC وتحليل لجنة مراجعة المجاعة، يواجه نحو 514 ألف شخص في القطاع ظروف مجاعة فعلية، مع توقع ارتفاع العدد إلى نحو 641 ألفًا بنهاية كانون الاول. ويشير التصنيف إلى تَخطّي عتبات ثلاثة مؤشرات (انعدام شديد للغذاء، ارتفاع حاد في سوء التغذية، ووفيات مرتبطة بالجوع والمرض) “بأدلة معقولة”، فيما تعيق القيود الأمنية واللوجستية جمع بيانات مكتملة عن الشمال. وتصف وكالة “رويترز” ذلك بأنه أول مجاعة يثبتها الـIPC خارج أفريقيا، في وقت ترفض فيه إسرائيل الاستنتاجات وتقول إنها زادت دخول المساعدات. 
وفي بيانٍ مشترك، شددت منظمة الصحة العالمية والفاو واليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي على أن المجاعة “حقيقة قائمة” في مدينة غزة وما حولها، داعيةً إلى وقف فوري لإطلاق النار ونفاذٍ إنساني بلا عوائق. سجّل تموز زيادة ستة أضعاف في حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال مقارنة ببداية العام، مع تقديرات بوجود أكثر من 55 ألف حامل ومرضع في مستويات خطرة من سوء التغذية على امتداد الأفق المنظور. من جهتها، قالت جولين فيلدفيك، المديرة القُطرية لمنظمة “كير” في فلسطين، إن الفلسطينيين “لا يستطيعون الإفلات من المجاعة» في ظل الحصار وتعاظم المرض والنزوح، محذّرةً من أن الهجوم على مدينة غزة سيُجبر نحو 800 ألف جائع على الفرار مجددًا. وتصف سماح وادي، اختصاصية تغذية تعمل في مركز “كير” بدير البلح، واقع العيادة اليومية: “35 من كل 40 امرأة نفحصها مصابة بسوء تغذية، و20 من كل 40 طفلًا يعانون سوء تغذية حادًا بدرجاته”. 
CAREإنسانيًا، تُحذر أوتشا من أن توسيع العمليات في غزة سيُفاقم الوفيات المرتبطة بالجوع والإصابات في مواقع توزيع الطعام والملاجئ والمدارس، فيما تُسجّل المنظمات الأممية صعوبات متزايدة في إدخال الإمدادات وتوزيعها وسط قيود أمنية وتعطّل منظومة الأسواق والإنتاج الزراعي. وعلى الرغم من بقاء الوجود الإنساني في المدينة، تحذّر الأمم المتحدة من أثر “مدمّر” لأي تصعيد إضافي.