
نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ لبنان يقف على شفا حربٍ أهلية جديدة وذلك بعد 50 عاماً من اندلاع حربٍ سابقة مماثلة عام 1975.
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنَّ “حـ.ـزب الله مرَّ بأشدّ محنة في تاريخه منذ تأسيسه قبل 4 عقود، إذ شهد ضائقة اقتصادية بدأت قبل الحرب الأخيرة بين لبنان وإسرائيل، ناهيك عن الدمار الذي طال قرى جنوب لبنان والبقاع جرّاء تلك الحرب، بالإضافة إلى اغتيال أمين عام حـ.ـزب الله السابق السيد حسن نصـ.ـرالله مع معظم قيادات التنظيم وآلاف المقاتلين.
وأضاف: “يُضاف إلى تلك الأمور أيضاً تولي نواف سلام رئاسة الحكومة في لبنان، حيث خسر الثنائي الشيعي في البلاد (حـ.ـزب الله وحركة أمل)، الثلث المعطل في مجلس الوزراء، والذي كان يُمكنهما من نقض أيّ قرارٍ حكومي بل وإسقاطه. والآن، تُروج هذه الحكومة لمبادرة جمع السلاح من جميع الميليشيات في لبنان، بما فيها حـ.ـزب الله”.
وتوقف التقرير عند الخطاب الذي ألقاه أمين عام “حـ.ـزب الله” الشيخ نعيم قاسم، يوم الجمعة الماضي، مشيراً إلى أن كلام الأخير “أحداث زلزالاً”، وتابع: “لقد حمل صوت قاسم تهديداً واضحاً للبنان، إذ صرّح بأن حـ.ـزب الله لن يُسلم سلاحه، بينما اتهم الحكومة اللبنانية بأن مبادرتها لجمع السلاح تخدم إسرائيل وأميركا”.
وأكمل: “لم يكن توقيت الخطاب التهديدي مصادفةً على الإطلاق، إذ جاء بعد أيام قليلة من زيارة وفد إيراني برئاسة علي لاريجاني إلى بيروت، وطلب رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام من الوافد الإيراني، عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبنان. وبعد اللقاء المهذب بين الدبلوماسيين، أطلق لاريجاني العنان لخياله. يوم الخميس، عشية خطاب قاسم، انطلق موكب من دراجات حـ.ـزب الله النارية في شوارع العاصمة بيروت. الرسالة واضحة وهي أنَّ حـ.ـزب الله لا يزال هنا، ابقوا آمنين. هذه المرة، لم يُهدّد قاسم إسرائيل، بل الحكومة اللبنانية، وهدّد بحرب أهلية، قائلاً إنه لن تكون هناك حياة في لبنان، وأنّ منظمته ستكون جاهزة للقتال إذا حاول الجيش جمع أسلحتها”.
وتابع: “في اليوم التالي لتهديد قاسم، أوضح معظم المعلقين في وسائل الإعلام العربية أن هذه كانت في الواقع رسالة إيرانية، ليس فقط للحكومة اللبنانية، بل للولايات المتحدة أيضاً. تريد إيران الإشارة إلى أنها لا تزال تتمتع بموطئ قدم في لبنان، وأن مسألة سلاح حـ.ـزب الله ورقة مساومة في المفاوضات مع الأميركيين بشأن البرنامج النووي. كذلك، يقول معلقون لبنانيون إن الحقيقة أبصرت النور، وأنَّ حـ.ـزب الله ليس في الحقيقة منظمة مقـ.ـاومة ضد إسرائيل، بل منظمة هدفها الوحيد هو الاستيلاء على لبنان وتنفيذ أجندة إيرانية أجنبية”.
التقريرُ يقول إن هناك سؤالاً مهماً لم تتم الإجابة عليه، وهو التالي: “هل يستطيع حـ.ـزب الله فعلاً تنفيذ تهديداته؟ وما هو ميزان القوى بينه وبين الجيش اللبناني؟”، وأضاف: “من المهمّ الإشارة إلى بعض المعطيات المهمة عند تقييم نتائج هذا الصراع.. فرغم تعرُّض حـ.ـزب الله لضرباتٍ قاسيةٍ من الجيش الإسرائيلي، إلا أن الجيش اللبناني لم يُقاتل إطلاقاً لسنواتٍ طويلة. في المقابل، يتمتع حـ.ـزب الله بخبرة واسعة في الحروب، في الحرب الأهلية السورية قبل نحو عقد من الزمان، ومؤخراً في الحملة ضد إسرائيل. إضافةً إلى ذلك، يجب الأخذ في الاعتبار أن قطاعات كبيرة من الجيش اللبناني، بمن فيهم ضباط كبار، تنتمي إلى الطائفة الشيعية، ومن المؤكد أن الحرب الأهلية قد تؤدي إلى تفكك الجيش لأسباب طائفية، كما حدث بالفعل في الحرب الأهلية عام 1975”.
وأكمل: “ولكن، سيكون من الصعب على إيران دعم حـ.ـزب الله إذا اندلعت الحرب، في أعقاب إغلاق الممرات البرية، وبعد سقوط نظام الأسد في سوريا وصعود نظام معاد للغاية في دمشق. ليس هناك شك في أن الأطراف في لبنان تسير على مسار تصادمي بكل تأكيد، إذ يؤكد الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء وكبار الوزراء في المقابلات الإعلامية أن قرار جمع الأسلحة نهائي ولا عودة عنه. من ناحية أخرى، يرفض قاسم بشدة ويهدد بالحرب، فيما تتعرض الحكومة اللبنانية لضغوط شديدة من الولايات المتحدة لمواصلة مبادرتها، وتحظى أيضاً بدعم العالم العربي”.
وتابع: “لكن حتى الآن، لم تعرض أي دولة عربية تقديم مساعدة عسكرية للبنان لتنفيذ الخطوة الصعبة والخطيرة المتمثلة في جمع الأسلحة. مع هذا، يواصل حـ.ـزب الله استخدام الذريعة المعتادة للدفاع عن لبنان ضد إسرائيل”.
وأضاف: “منذ ثمانينيات القرن الماضي، يقول حـ.ـزب الله إنَّ إسرائيل تحتل أجزاءً من لبنان، وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من معظمها آنذاك، قال الحزب إنّ وجوده قائم ضدّ إسرائيل التي لا تزال تسيطر على جنوب لبنان ضمن ما يسمى الشريط الأمني. وبعد انسحاب إسرائيل من الجنوب عام 2000، قال حـ.ـزب الله إن إسرائيل تسيطر على مزارع شبعا. والآن، يتذرع حـ.ـزب الله الآن بالمواقع الخمسة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان بعد وقف إطلاق النار. وأيضاً، يُزعم أنه في حال انسحاب إسرائيل منها، سيوافق الحزب على مناقشة نزع سلاحه، علماً بأن إسرائيل لن تفعل ذلك قبل أن يُسلّم الحزب سلاحه”.
وأكمل: “للأسف، فإنَّ سلوك حـ.ـزب الله غير عقلاني، وكالعادة، لا يتماشى إطلاقاً مع المصالح اللبنانية. يشعر كثير من اللبنانيين بالغضب من توريط حـ.ـزب الله لهم في حرب ليست حربهم، بينما لم تُفد غزة إطلاقاً، بل أدت إلى دمار هائل في لبنان ومقتل آلاف الأشخاص. لقد استغل حـ.ـزب الله، الذي يتلقى أوامره من طهران، الطائفة الشيعية لسنوات طويلة. قبل عامين، دفعت إيران نصـ.ـرالله إلى حرب خاسرة ضد إسرائيل. الآن، يدفع نعيم قاسم إلى حرب كربلائية أخرى ستجلب كارثة على لبنان. ولعل هذه العملية حتمية، إذ يخشى نظام آية الله الخمانئي من أن حربه الوجودية وحرب حـ.ـزب الله مترابطتان لا محالة، فإذا سقط حـ.ـزب الله، فسيكون التالي في السلسلة. فهل سيمنع حل دبلوماسي بين إيران والولايات المتحدة حربًا أهلية؟ الزمن كفيلٌ بإثبات ذلك”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24″