
في تطور يُعد بمثابة ضربة قاسية لجهود “أبل” في الذكاء الاصطناعي، كشفت وكالة “بلومبرغ” عن مغادرة المدير المسؤول عن فريق نماذج الأساس في الشركة، بانغ، لينضم إلى غريمتها المتقدمة في هذا المجال، ميتا بلاتفورمز. وتأتي هذه الخطوة في ظل نزيف متزايد تشهده “أبل” في كوادرها التكنولوجية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، وسط مغريات مالية ضخمة تُقدّمها “ميتا” لاستقطاب أبرز العقول عالميًا.
بانغ يغادر إلى “ميتا” مقابل عشرات الملايين
يُعد بانغ، الذي انتقل إلى “أبل” من “ألفابت” عام 2021، من الأسماء البارزة في عالم الذكاء الاصطناعي. ووفق مصادر “بلومبرغ”، عرضت عليه ميتا حزمة مالية تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات سنويًا، ليقود جهودها في تطوير نماذج “الذكاء الفائق”.
وتأتي هذه الصفقة ضمن حملة استقطاب شرسة يقودها الرئيس التنفيذي لـ”ميتا”، مارك زوكربيرغ، الذي جعل الذكاء الاصطناعي أولوية قصوى للشركة، ساعيًا لمنافسة عمالقة المجال مثل OpenAI وGoogle.
هجرة جماعية من “أبل” إلى “ميتا”
ولا يقف الأمر عند بانغ فقط، إذ تشير التقارير إلى موجة رحيل مرتقبة داخل فريق نماذج الأساس في “أبل” (المعروف باسم AFM)، حيث أبلغ عدد من المهندسين زملاءهم بنيّتهم مغادرة الشركة قريبًا، إما إلى “ميتا” أو إلى شركات منافسة أخرى.
وقد سبق هذه الخطوة مغادرة توم غونتر، أحد كبار نواب بانغ، الشهر الماضي، ما يشير إلى تآكل ثقة فريق الذكاء الاصطناعي في استراتيجية “أبل” الجديدة.
زوكربيرغ يراهن على “الذكاء الفائق”
من جهته، قام مارك زوكربيرغ مؤخرًا بإعادة هيكلة فرق الذكاء الاصطناعي في “ميتا”، مركزًا على تطوير تقنيات “الذكاء الفائق” (Superintelligence)، أي أنظمة قادرة على تنفيذ المهام بمستويات تفوق الذكاء البشري.
وضمّت “ميتا” في الأشهر الأخيرة نخبة من كبار الباحثين، أبرزهم:
- ألكسندر وانغ (Scale AI)
- دانيال غروس (مؤسس تقني بارز)
- نات فريدمان (الرئيس التنفيذي السابق لـ GitHub)
- يوانزي لي (من OpenAI)
- أنطون باختين (من Anthropic)
“أبل” تواجه تحديات داخلية وتشويشًا استراتيجيًا
بحسب بلومبرغ، فإن فريق AFM داخل “أبل” يعاني من تراجع المعنويات، بسبب مناقشات داخلية حول استخدام نماذج خارجية مثل OpenAI لتحديث المساعد الصوتي Siri، ما أثار شعورًا بعدم الثقة من قيادة الشركة الجديدة تجاه فريق الذكاء الاصطناعي الداخلي.
ورغم إعلان “أبل” في يونيو 2025 عن فتح نماذجها اللغوية الكبيرة أمام مطوّري الطرف الثالث، إلا أن هذا التقدم لم يُترجم إلى ثقة أو استقرار داخلي، خصوصًا في ظل بحث الشركة عن شراكات خارجية لتطوير نموذج Siri الجديد.
تحليل: هل فقدت “أبل” بوصلتها في سباق الذكاء الاصطناعي؟
تشير هذه التطورات إلى أن “أبل” بدأت تفقد زخمها في سباق الذكاء الاصطناعي، بعد أن كانت من الشركات الرائدة في مجال الابتكار. ففي الوقت الذي تسير فيه “ميتا” بخطى ثابتة نحو بناء نظم ذكاء اصطناعي فائقة الأداء، تتخبط “أبل” في قراراتها الداخلية وتُواجه نقصًا حادًا في الحفاظ على المواهب التكنولوجية.
وفي سوق يُحدّد فيه الذكاء الاصطناعي مستقبل الشركات، قد تكون خسارة “أبل” لفريق AFM بداية انحدار في تنافسيتها أمام عمالقة مثل ميتا وأوبن إيه آي وغوغل.
خلاصة المشهد: “ميتا” تربح، “أبل” تترنح
- ✅ ميتا تعرض رواتب بملايين الدولارات لجذب العقول.
- ⚠️ أبل تفقد مهندسيها بسبب ضعف الرؤية والقيادة الداخلية.
- 📉 المنافسة على الذكاء الاصطناعي تتحول إلى سباق على استقطاب المواهب لا الأفكار فقط.