استقرار أسعار الذهب

لبنان اليوم

استقرت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء مع ترقب الأسواق لتطورات التصعيد التجاري الأميركي، وسط توازن بين الطلب على الملاذات الآمنة من جهة، وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية من جهة أخرى، ما حدّ من حركة المعدن الأصفر في الأسواق العالمية.

الذهب بلا اتجاه واضح… في انتظار الحسم السياسي

بحلول الساعة 06:12 صباحًا بتوقيت غرينتش، سجلت أسعار الذهب الفوري انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.1% إلى 3331.85 دولار للأونصة، في حين استقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب عند 3341.80 دولارًا للأونصة، وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز”.

ويأتي هذا الأداء المستقر في ظل حالة ترقب عالمي لقرارات الرسوم الجمركية التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تشمل فرض رسوم بنسبة 25% على واردات من اليابان وكوريا الجنوبية، على أن يبدأ تنفيذها في الأول من أغسطس/آب المقبل.

الطلب على الملاذ الآمن يتراجع… والذهب يترقّب

رغم التوترات التجارية المتصاعدة، يرى المحللون أن شهية المستثمرين تجاه الذهب كملاذ آمن لم تشهد ارتفاعًا كبيرًا حتى الآن. وأوضح تيم ووترر، كبير محللي الأسواق لدى شركة KCM للتجارة، أن:

“المتداولين لا يبدون قلقًا كبيرًا من تصريحات ترامب، ومع تقلّص الطلب على الذهب، يبدو أن السوق ينتظر محفزًا أقوى لصعود الأسعار.”

عائدات السندات تقيّد حركة الذهب

أحد العوامل الأساسية التي تحدّ من صعود الذهب هو ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية، والتي تجعل من الذهب خيارًا أقل جاذبية مقارنة بالأصول المدرّة للعوائد.

فقد استقر عائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات قرب أعلى مستوياته في أسبوعين، مما رفع من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، الذي لا يُدرّ أي عائد.

رسوم ترامب قد تعقّد مسار الفيدرالي

من جهة أخرى، أشعلت الرسوم الجمركية الجديدة مخاوف من التضخم، وهو ما قد يُربك خطط مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) فيما يتعلق بخفض أسعار الفائدة. ويترقب المستثمرون محضر اجتماع الفيدرالي لشهر يونيو، المقرر صدوره غدًا الأربعاء، كمؤشر على اتجاه السياسة النقدية في المرحلة المقبلة.

المعادن النفيسة الأخرى: تباين في الأداء

  • الفضة استقرت عند 36.75 دولارًا للأونصة.
  • البلاتين تراجع بنسبة 0.1% إلى 1368.93 دولارًا.
  • البلاديوم ارتفع بنسبة 0.2% ليسجل 1112.88 دولارًا.

تحليل اقتصادي: الذهب ينتظر لحظة الحسم

يشير أداء الذهب في هذه الفترة إلى حالة من الحذر والترقّب في الأسواق العالمية، حيث تتقاطع عوامل متعددة تؤثر في اتجاهه:

  • سياسياً: تصعيد ترامب الجمركي يُبقي الأسواق في حال توتر.
  • اقتصادياً: مخاوف التضخم تعيق تخفيضات الفائدة.
  • مالياً: ارتفاع عوائد السندات يُقيد الطلب على الذهب.

وفي ظل هذه المعطيات، فإن أي تطور مفاجئ سواء في مسار الحرب التجارية أو في سياسة الفيدرالي الأميركي، قد يدفع بأسعار الذهب إلى موجة جديدة من التحركات الصعودية أو الهبوطية.