
داني حداد – خاص موقع Mtv
ربما تصحّ تسمية الاجتماع بين رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون ورئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل بـ “غسل القلوب”، ولو أنّ من يعرف حقيقة العلاقة بين الرجلين يدرك أنّها لم تنظف أبداً.
لم يكن طلب باسيل موعداً مع الرئيس مرتبطاً بملفٍّ معيّن، ولو أنّه تزامن مع قضيّة كازينو لبنان. شهد الاجتماع كلاماً صريحاً جدّاً، من الجانبين، تناول المراحل السابقة كلّها، والمحطات التي شهدتها العلاقة بينهما، والتي لم تكن يوماً سمناً على عسل، ولكنّها لم تكن سيّئة دوماً أيضاً.
كان اسم جوزاف عون يحضر دائماً في جلسات باسيل، في مرحلة ما بعد ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩، محمّلاً إيّاه مسؤوليّة جزءٍ كبيرٍ من الحملة عليه. كان هذا الكلام يصل الى مسامع قائد الجيش، الى أن كُسرت الجرّة بينهما بعد اجتماعٍ ثلاثيّ في قصر بعبدا بحضور الرئيس ميشال عون. كما أنّ باسيل ظلّ يردّد، بشيءٍ من الفخر، بأنّه بريء من مسؤوليّة بعض التعيينات في العهد السابق، ومنها تعيين جوزاف عون قائداً للجيش.
ويدرك باسيل أنّ في قصر بعبدا اليوم، من المحيطين بالرئيس، من يبحث عن وسيلةٍ للتشفّي منه، خصوصاً أنّه كان بارعاً في إبعاد بعض من يفكّر والإبقاء على بعض من ينفّذ، من دون تفكير.
في المقابل، يعرف الرئيس عون جيّداً أنّ اسم جبران باسيل يتصدّر لائحة المراهنين على فشل العهد، لا بل أنّ جزءاً من حملة “التيّار” في الانتخابات النيابيّة المقبلة سيكون الإضاءة، ولو بطريقة غير مباشرة، على عجز العهد عن تحقيق الإنجازات التي وعد بها.
على الرغم ممّا سبق كلّه، اتّفق عون وباسيل على قراءة موحّدة للتطوّرات الراهنة، خصوصاً ما يتّصل بملف سلاح حزب الله وضرورة تسليمه والشروط الآيلة الى ذلك، من الجانب الإسرائيلي. وخرج باسيل، من القصر الذي يحفظ زواياه كلّها، مبتسماً وقام الرجلان بجلسة تقييمٍ للاجتماع مع مقرّبين منهما، وكان اتّجاهٌ للبناء على الاجتماع بإيجابيّة.
الغريب في الأمر أنّ ما تبع الاجتماع لم يختلف عمّا سبقه. انتقادات من مقرّبين من باسيل، بينهم أعضاء في لجنة الإعلام، لرئيس الجمهوريّة تبدأ من مواقفه واستقبالاته ولا تنتهي عند أزياء السيّدة الأولى.
غُسلت القلوب، ولم تنظف.