اتفاق مرتقب بين إسرائيل وسوريا لمواجهة الحزب وإيران

اتفاق مرتقب بين إسرائيل وسوريا لمواجهة الحزب وإيران

في خطوة مفاجئة قد تُحدث تحوّلاً جذرياً في موازين القوى الإقليمية، كشف كولونيل الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، موشيه إلعاد، عن اتفاق أمني مرتقب بين إسرائيل وسوريا، يتضمن تعاونًا استخباراتيًا وتنسيقًا ميدانيًا لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، وتحديدًا وجود حزب الله في جنوب سوريا ولبنان.

تفاصيل الاتفاق: ما وراء العناوين؟

بحسب ما أوردته قناة “i24NEWS”، فإن الاتفاق لا يندرج ضمن اتفاقيات “أبراهام” التي وقّعتها إسرائيل مع عدد من الدول العربية، بل يأتي كترتيب أمني خاص بين الجانبين، يشمل:

  • تعاون استخباراتي مباشر لمواجهة نشاط حزب الله ووجود الحرس الثوري الإيراني في سوريا.
  • تنسيق ميداني على الحدود في منطقة الجولان، لضمان “استقرار أمني متبادل”.
  • إعلان مزارع شبعا كمنطقة سورية، ما يُعد تحوّلاً استراتيجيًا يُضعف رواية حزب الله بخصوص “المقاومة المشروعة”.
  • مفاوضات حول تصدير الغاز الإسرائيلي إلى سوريا، في خطوة تُشير إلى رغبة دمشق بكسر العزلة الاقتصادية الخانقة.
  • تنسيق في ملف المياه، لا سيما في حوض نهر اليرموك، الذي يُعد من أبرز مصادر المياه في الجنوب السوري.

قنوات التواصل السرية: من يفاوض من؟

وفقًا لتقرير نشره موقع “أكسيوس” الأميركي، تُدار هذه المفاوضات عبر أربع قنوات رسمية إسرائيلية على الأقل، تشمل:

  1. تساحي هنغبي – مستشار الأمن القومي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
  2. ديفيد برنياع – مدير جهاز “الموساد”.
  3. جدعون ساعر – وزير الخارجية الإسرائيلي.
  4. التنسيق العسكري المباشر عبر قنوات الجيش الإسرائيلي.

هذا الحراك الدبلوماسي السري يعكس نيّة إسرائيل بإعادة صياغة البيئة الأمنية في الجبهة الشمالية عبر مقاربة غير تقليدية، قد تفضي إلى شراكة غير معلنة مع دمشق في مواجهة طهران.

سياق إقليمي متوتر: إيران وحزب الله في قلب المعادلة

يأتي هذا الاتفاق في ظل اشتداد الصراع بين إسرائيل ومحور المقاومة، وتحديدًا حزب الله الذي يواصل عملياته على الحدود اللبنانية–الإسرائيلية، وتصاعد التوتر بين تل أبيب وطهران في عدة ساحات. وقد يكون هذا التقارب السوري–الإسرائيلي جزءًا من استراتيجية إسرائيلية لعزل حزب الله عن العمق السوري، وتقييد حركة إيران داخل الأراضي السورية.

هل تمهّد دمشق لاتفاق سلام؟

رغم أن التقارير لم تتحدث صراحة عن اتفاق سلام شامل، إلا أن مراقبين يرون أن ما يجري يُعدّ تمهيدًا لذلك. فالاتفاق الأمني الذي يُبحث بين الطرفين يحمل في طيّاته ملامح تفاهم سياسي، خصوصًا مع تبادل المصالح الأمنية والاقتصادية.

وقد أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحسب تقارير سابقة، اهتمامه بالتفاوض مع دمشق على اتفاق طويل الأمد، وهو ما يتطلب تنازلات استراتيجية من الطرفين، أبرزها في ملف الجولان المحتل، ووجود الميليشيات الموالية لإيران في سوريا.

مزارع شبعا… العقدة الأبرز

يُعد ملف مزارع شبعا من أبرز النقاط الخلافية في العلاقات الإسرائيلية–السورية–اللبنانية. وإذا ما تم الاعتراف بها رسميًا كأرض سورية، فقد يُشكل ذلك ضربة كبيرة لمبررات حزب الله في استمرار التسلّح، حيث يعتمد على ملف “تحرير شبعا” كجزء أساسي من خطابه الداخلي.

ردود الفعل المرتقبة: ارتباك في محور المقاومة؟

لم يصدر أي تعليق رسمي من دمشق حتى اللحظة، لكن إن صحت هذه التقارير، فإن المحور الإيراني في سوريا ولبنان سيشهد هزة داخلية، خصوصًا مع احتمال إعادة تموضع دمشق إقليميًا.

حزب الله، الذي يعتمد بشكل كبير على العمق السوري في عملياته اللوجستية والعسكرية، قد يجد نفسه محاصرًا سياسيًا إذا ما سلكت سوريا طريق التقارب العلني أو السري مع تل أبيب، خصوصًا إذا ترافق ذلك مع ضغوط دولية متصاعدة لتجريده من سلاحه داخل لبنان.


هل تعود سوريا إلى المحور العربي مقابل التخلي عن إيران؟

ما يجري من تفاهمات سرية بين دمشق وتل أبيب، إذا ما تم تأكيده، قد يشكّل تحولًا استراتيجيًا غير مسبوق منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011. وبينما تسعى إسرائيل لتحجيم الدور الإيراني في المنطقة، قد ترى سوريا في هذه التفاهمات فرصة للخروج من العزلة والعودة إلى الحضن العربي، خصوصًا بعد الانفتاح الخليجي الجزئي عليها.

لكن المشهد لا يزال غامضًا، والملفات المتفجرة، من الجولان إلى شبعا، مرورًا بحزب الله وإيران، تجعل من أي اتفاق أمني بداية طريق محفوفة بالتحديات.

لبنان اليوم